فعلى طالب العلم أن يحرص وأن يجد ويجتهد لتحصل له الرفعة في الدنيا والآخرة، قد يقول قائل: أنا طالب علم لكن تأهيلي الشخصي قد يعوق دون التحصيل، حافظتي ضعيفة، وفهمي ضعيف، هل أترك الطلب أو أستمر؟ نقول: استمر؛ لأن تسهيل طريق الجنة إنما رتب على مجرد سلوك طريق العلم، لا على كون الإنسان يصير عالماً ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً)) ولو لم يكن عالماً ((سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) قد يقول قائل: أنا والله شايب كبير، أنا عمري خمسين، ستين، سبعين، ثمانين، صالح بن كيسان ذكر في ترجمته أنه لما بلغ التسعين طلب العلم، وإن كان الذهبي وغيره يشكك في السن، لكن هذا موجود، القفال الكبير معروف، كبير جداً سنه، لما بلغ التسعين صالح بن كيسان أو قل: سبعين، ستين، خمسين، بعض الناس إذا لاح الشيب يقول: ما يجيب العمر كثر مما مضى، يا أخي أنت لو ما عندك إلا يوم واحد تسلك فيه علم سهل الله لك به طريقاً إلى الجنة، بس تصدق النية لله -جل وعلا-، والأمور متيسرة، الأسباب موجودة، يعني -ولله الحمد- الأشرطة الآن في كل بيت، الشباب والشابات والنساء والرجال كلهم تعلموا، عجوز في السبعين من عمرها لا تقرأ ولا تكتب حفظت القرآن، في أكثر من حادثة، ونجد بعض كبار السن من الرجال الذين متعهم الله بصحة، زودهم من الذكاء والحفظ، أحياناً يوجد في الكبار من الذكاء والفهم ما لا يوجد عند الشباب، يقول: والله ما يجيب العمر كثر مما مضى، ثم يتقدم إلى المسجد مع الأذان، وهو على خير -إن شاء الله تعالى-، يجلس ما يصنع شيئاً، ولا يعان ولا على تسبيح وتهليل، أدنى بزر عندك في البيت لو تقول له: حفظني سورة كذا، موجود في البيت، وعندك الأشرطة المعلمة، وعندك كل شيء، فلا يأس.