المسائل التي تعم الأمة وتعظم الآثار المترتبة عليها إنما هي للكبار، للراسخين، ومثل هذه المسألة التي أشار إليها حجاب الوجه بالنسبة للمرأة هناك نصوص صحيحة صريحة لا تحتمل التأويل، وكان يعرفني قبل أن ينزل الحجاب، استيقظت باسترجاعي -هذا في البخاري- فخمرت وجهي بجلبابي {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [(٥٩) سورة الأحزاب] ثم بعد ذلك بعدها مباشرة: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} [(٦٠) سورة الأحزاب] ونفرق بين من يفتي بعد أن يدرس المسألة ويؤديه اجتهاده إلى أن هذا الحكم كشف الوجه حلال، مخلصاً في ذلك لله، وهو من أهل الاجتهاد، يعني نفترض مثلاً المسألة في الألباني مثلاً أداه اجتهاده إلى أن الوجه ليس بعورة، وعامة أهل العلم يفتون بأنه عورة، هل نقول: إن الآية: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} تنطبق على الألباني؟ لا، نقول: اجتهد وهو أهل للاجتهاد، ونظر في النصوص، وأداه اجتهاده إلى هذا، وله أجر واحد، أجر الاجتهاد، أجر الإصابة مع الفريق الآخر، هؤلاء الذين يكتبون في الصحف ويروجون مثل هذه المسائل وليسوا من أهل العلم وما عرفوا بعلم، ولا بحثوا مسائل لا في الصلاة ولا في الزكاة، ولا في المعاملات، همهم هذه المسألة، ويش الهدف من هذه المسألة؟ الهدف أن ينسلخ، تنسلخ النساء من حيائهن، ويستمتع أمثال هؤلاء بمناظرهن، ويتوصلون إلى مآربهم، ولذا تنطبق عليهم الآية الأخرى:{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} [(٦٠) سورة الأحزاب] جاءت عقب هذه الآية مباشرة، أهل العلم والاجتهاد والنظر والإخلاص لهم حكم، لكن مثل هؤلاء الذين لا دور لهم، لا ناقة لهم ولا جمل في العلم، ما يعرفون مسألة من مسائل الصلاة يبحث في الحجاب؟ الهدف من الأهداف الأولى لإبليس وآدم في الجنة قبل أن ينزل من الأهداف وسوس لهما ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما، هدف شيطاني هذا، ومع ذلك يكتب من يعرف ومن لا يعرف، ومن عرف كلمة رددها في وسائل الإعلام، هذا أمر خطير يخشى على