للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صلى الله عليه وسلّم «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» «١» [١٤٣]

وَمُوسى وهو موسى بن عمران بن [صهر بن فاعث بن لاد] «٢» بن يعقوب.

وَهارُونَ وهو أخو موسى أكبر منه بسنة وَكَذلِكَ أي كما جزينا إبراهيم على توحيده وثباته على دينه بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادا أنبياء أتقياء «٣» نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ على إحسانهم وَزَكَرِيَّا وهو زكريا بن أزن بن بركيا «٤» وَيَحْيى وهو ابنه وَعِيسى وهو ابن مريم بنت عمران بن أشيم بن أمون بن حزقيا وَإِلْياسَ.

واختلفوا فيه، فقال عبد الله بن مسعود: هو إدريس مثل يعقوب وإسرائيل.

وقال غيره: هو إلياس بن بستي بن فنخاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبي الله (عليه السلام) وهو [النصيح] لأن الله تعالى نسب في هذه الآية الناس إلى نوح وجعله من ذريته ونوح هو ابن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس «٥» ومحال أن يكون جدّ أبيه منسوبا إلى أنه من ذريته «٦» وكُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ يعني الأنبياء والمؤمنين وَإِسْماعِيلَ وهو ابن إبراهيم وَالْيَسَعَ وهو اليسع بن إخطوب بن العجون وَيُونُسَ وهو يونس بن متى وَلُوطاً وهو لوط بن هارون أو ابن أخي إبراهيم (عليه السلام) وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ يعني عالمي زمانهم وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ اختبرناهم واصطفيناهم وَهَدَيْناهُمْ سددناهم وأرشدناهم، إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا يعني ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم بربهم تعالى ذكره فعبدوا معه غيره لَحَبِطَ عَنْهُمْ بطل عنهم وذهب عنهم ما كانُوا يَعْمَلُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يعني تلك الكتب وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ يعني قريشا فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ يعني الأنصار وأهل المدينة.

وقال قتادة: يعني الأنبياء الثمانية عشر الذين قال الله عز وجل أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ بسنّتهم وسيرتهم اقتده الهاء فيه هاء الوقف قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً جعلا ورزقا إِنْ هُوَ ما هو يعني محمد صلى الله عليه وسلّم إِلَّا ذِكْرى عظة لِلْعالَمِينَ وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي ما عظموا الله حق عظمته. وما وصفوا الله حق صفته إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ.


(١) سنن الترمذي: ٤/ ٣٥٦
. (٢) هكذا في الأصل
. (٣) زاد المسير: ٣/ ٥٥
. (٤) تفسير الطبري: ٧/ ٣٤٠
. (٥) راجع فتح الباري: ٦/ ٢٦٤
. (٦) تفسير الطبري: ٧/ ٣٤٠
.

<<  <  ج: ص:  >  >>