وذلك أنّ الناس سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأكثروا، حتى شقّوا عليه وأحفوه بالمسألة فأدّبهم الله سبحانه وفطّنهم عن ذلك بهذه الآية، وأمرهم أن لا يناجوه حتى يقدّموا صدقة.
وقال مقاتل بن حيّان: نزلت في الأغنياء، وذلك أنّهم كانوا يأتون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على [المجالس] حتى كره النبي صلّى الله عليه وسلّم طول جلوسهم ومناجاتهم فأمر الله تعالى بالصدقة عند المناجاة، فلمّا رأوا ذلك انتهوا عن المناجاة، فأمّا أهل العسرة فلم يجدوا شيئا، وأمّا أهل الميسرة فبخلوا ومنعوا، فاشتدّ ذلك على أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فنزلت الرخصة «١» ،
قال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتى يتصدّقوا، فلم يناجه إلّا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قدّم دينارا فتصدّق به ثمّ نزلت الرخصة.
وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها
(١) الحديث في تحفة الأحوذي: ٩/ ١٣٧، وتفسير الدر المنثور: ٦/ ١٨٥. [.....]