أَمَّنْ قال أبو حاتم: فيه إضمار كأنّه قال: آلهتكم خير أم الذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ حسن.
ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها هو (ما) النفي، يعني ما قدرتم عليه أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ يعينه على ذلك، ثمّ قال: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ يشركون أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً لا تميد بأهلها وَجَعَلَ خِلالَها وسطها أَنْهاراً تطّرد بالمياه وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ جبالا ثوابت وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ العذب والملح حاجِزاً مانعا لئلّا يختلطا ولا يبغي أحدهما على صاحبه، وقيل: أراد الجزائر أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ أي المجهود، عن ابن عباس وقال السدّي: المضطرّ الذي لا حول له ولا قوّة، ذو النون هو الذي قطع العلائق عمّا دون الله، أبو حفص وأبو عثمان النيسابوريّان: هو المفلس.
وسمعت أبو القاسم الحسن بن محمّد يقول: سمعت أبا نصر منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسن عمر بن فاضل العنزي يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول:
الْمُضْطَرَّ الذي إذا رفع يديه إلى الله داعيا لم يكن له وسيلة من طاعة قدّمها وَيَكْشِفُ السُّوءَ أي الضرّ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ يهلك قرنا وينشئ آخرين أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ إذا سافرتم.
وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ قدّام رحمته أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ للبعث وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ المطر وَالْأَرْضِ النبات أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ حجّتكم على قولكم إنّ مع الله إلها آخر