للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ مسلمة بن محارب: تطهِّرْهم وتزكيهم بالجزم على الجواب، وقرأ الحسن: تُطْهِرُهُمْ خفيفة من أطهر تطهير وَتُزَكِّيهِمْ أي تطهرهم، وقيل: تصلحهم، وقيل: ترفعهم من منازل المنافقين الى منازل المخلصين، وقيل: هي أموالهم.

وَصَلِّ عَلَيْهِمْ أي استغفر لهم وادع لهم، وقيل: هو قول الوالي إذا أخذ الصدقة: آجرك الله فيما أعطيت وبارك لك فيما أبقيت، والصلاة في اللغة الدعاء ومنه

قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذا دعي أحدكم الى طعام فليجبه فإن كان مفطرا فليأكل وإن كان صائما فليصل»

[٥٥] «١» أي فليدع، وقال الأعشى:

وقابلها الريح في دنّها ... وصلّي على دنّها وارتسم «٢»

أي دعا لها بالسلامة والبركة.

وقال أيضا:

تقول بنتي وقد قربت مرتحلا ... يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا

عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا «٣»

إِنَّ صَلاتَكَ قرأ أهل الكوفة: صلاتك على الواحد «٤» هاهنا وفي سورة هود «٥» والمؤمنين بإضماره.

أبو عبيد قال: لأن الصلاة هي من الصلوات، وروى ذلك عن ابن عباس، ألا تسمع الله يقول: أَقِيمُوا الصَّلاةَ فهذه صلاة الأبد، والصلوات للجمع كقوله: صليت صلوات أربع وخمس صلوات، وقرأ الباقون كلها بالجمع واختاره أبو حاتم، قال: ومن زعم أنّ الصلوات من الصلاة لأن الجمع بالتاء قليل فقد غلط، لأن الله تعالى قال: ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ «٦» وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها «٧» لم يرد القليل.

سَكَنٌ لَهُمْ قال ابن عباس: رحمة لهم، وقال قتادة: وقار لهم، وقال الكلبي: طمأنينة لهم إن الله قد قبل منهم «٨» ، وقال معاذ: تزكية لهم منك، أبو عبيدة: تثبيت.


(١) مسند أحمد: ٢/ ٥٠٧.
(٢) الصحاح للجوهري: ٥/ ١٩٣٣.
(٣) معاني للقرآن للنحاس: ١/ ٨٤.
(٤) في تفسير القرطبي: التوحيد.
(٥) قوله تعالى: (أَصَلاتُكَ)
. (٦) سورة لقمان/ ٢٧.
(٧) سورة التحريم/ ١٢.
(٨) في زاد المسير: ٣/ ٣٣٧ نسبه لأبي صالح عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>