للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مررت ليلة أسري بي إلى السماء فرأيت يوسف، فقلت: يا جبرئيل من هذا؟ قال: هذا يوسف» قالوا: وكيف رأيته يا رسول الله، قال: «كالقمر ليلة البدر» [١١٤] «١» .

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: قال: «هبط جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله تعالى يقول: كسوت حسن يوسف من نور الكرسي، وكسوت نور حسن وجهك من نور عرشي» »

[١١٥] .

وروى الوليد بن مسلم عن إسحاق عن عبد الله بن أبي فروة قال: كان يوسف إذا سار في أزقّة مصر يرى تلألؤ وجهه على الجدران كما يرى نور الشمس والماء على الجدران.

فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ أي أعظمنه وأجللنه، قال أبو العالية: هالهنّ أمره وبهتن، وروى عبد الصمد بن علي عن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس في قوله تعالى: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ قال حضن من الفرح، ثم قال:

نأتي النساء على أطهارهنّ ولا ... نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا «٣»

وعلى هذا التأويل يكون أَكْبَرْنَهُ بمعنى أكبرن له أي حضن لأجله من جماله، ووجدن ما تجد النساء في مثل تلك الحال «٤» وهذا كقول عنترة:

ولقد أبيت على الطوى وأظلّه ... حتى أنال به كريم المطعم «٥»

أي وأظلّ عليه.

قال الأصمعي: أنشد بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا البيت، فقال:

ما من شاعر جاهلي أحببت أن أراه ... دون [.............]

«٦» البيت

وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، يعني وحززن أيديهنّ بالسكاكين التي معهنّ وكنّ يحسبن أنّهنّ يقطّعن الأترج، عن قتادة: قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ حتى ألقينها، وقال مجاهد: فما أحسسن إلّا بالدم ومنهنّ لم يجدن من ألم إلّا يرى الدم لشغل قلوبهنّ بيوسف، قال وهب: وبلغني أنّ تسعا من الأربعين متن في ذلك المجلس وجدا بيوسف.


(١) تاريخ دمشق: ٣/ ٤٨٤، باختصار. [.....]
(٢) تاريخ بغداد: ٣/ ٥٨، وتاريخ دمشق: ٣/ ٢٩٩.
(٣) تفسير الطبري: ١٢/ ٢٦٩.
(٤) راجع زاد المسير: ٤/ ١٦٧.
(٥) كتاب العين: ٧/ ٤٦٦، لسان العرب: ١١/ ٤١٩.
(٦) كلمة غير مقروءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>