للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد أبو عبيدة للأعشى:

فرع نبع يهتز في غصن المجد ... غزير الندي شديد المحال «١»

وقال الآخر:

ولبس بين أقوام كلّ ... أعد له الشغازب والمحالا «٢»

لَهُ لله عزّ وجلّ دَعْوَةُ الْحَقِّ الصدق وأضيفت الدعوة إلى الحق لاختلاف الاسمين وقد مضت هذه المسألة.

قال علي (رضي الله عنه) : دَعْوَةُ الْحَقِّ التوحيد.

ابن عباس (رضي الله عنه) : شهادة أن لا إله إلّا الله.

وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ يعني المشركين الذين يعبدون الأصنام من دون الله لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ يريدونه منهم من نفع أو دفع إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ إلّا كما ينفع باسط كفيه إلى الماء من العطش يبسطه إياهما إليه يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا.

علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هذا مثل لمشرك عبد مع الله غيره، فمثله كمثل الرجل العطشان الذي نظر إلى خياله في الماء من بعيد فتصور أن يتناوله فلا يقدر عليه، عطية عنه يقول: مثل الأوثان التي يعبدون من دون الله كمثل رجل قد بلغه العطش حتى كربه الموت وكفاه في الماء وقد وضعهم الا يبلغان تناوله.

الضحاك عنه يقول: كما أنّ العطشان إذا يبسط كفيه إلى الماء لا ينفعه ما لم يحفظهما ويروي بهما الماء ولا يبلغ الماء فاه مادام باسط كفيه إلى الماء ليقبض على الماء لأن القابض على الماء لا شيء في يده.

قال ضابئ بن الحرث المزني:

فإني وإيّاكم وشوقا إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله «٣»

وقال الشاعر:

وأصبحت مما كان بيني وبينها ... من الود مثل القابض الماء باليد «٤»

وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ أصنامهم إِلَّا فِي ضَلالٍ يضل عنهم إذا احتاجوا إليه.


(١) لسان العرب: ١١/ ٦١٩.
(٢) لسان العرب: ١١/ ٦١٩، والبيت لذي الرملة.
(٣) تفسير الطبري: ١٣/ ١٧٠، ولسان العرب: ١٠/ ٣٧٩.
(٤) المصدر السابق، وسيرة ابن هشام: ٢/ ٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>