للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتخفيف على الحذف.

رُطَباً جَنِيًّا غصنا رطبا ساعة جني.

وقال الربيع بن خيثم: ما للنفساء عندي خير من الرطب ولا للمريض من العسل.

وقال عمرو بن ميمون: ما أدري للمرأة إذا عسر عليها ولدها خير من الرطب لقول الله سبحانه وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا.

وقالت عائشة رضي الله عنها: إنّ من السنّة أن يمضغ التمر ويدلك به فم المولود، وكذلك كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمضغ التمر ويحنّك به أولاد الصحابة.

فَكُلِي يا مريم من الرطب وَاشْرَبِي من النهر وَقَرِّي عَيْناً وطيبي نفسا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً أي صمتا ولذلك كان بقراءة ابن مسعود وأنس والصوم في اللغة هو الإمساك عن الطعام والكلام، وفي الآية اختصار فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فسألك عن ولدك أو لامك عليه فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً يقال: إنّ الله أمرها أن تقول هذا اشارة ويقال: أمرها أن تقوله نطقا ثم تمسك عن الكلام بعد هذا.

فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا يقال: كانت تكلّم الملائكة ولا تكلّم الإنس.

فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قال الكلبي: احتمل يوسف النّجار مريم وابنها عيسى (عليه السلام) إلى غار فأدخلهما فيه أربعين يوما حتى تعالت من نفاسها ثم جاء بها فَأَتَتْ مريم بِهِ بعيسى تَحْمِلُهُ بعد أربعين يوما، فكلّمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه، فلمّا دخلت على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا، وكانوا أهل بيت صالحين.

قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا فظيعا منكرا عظيما، قال أبو عبيدة: كل من عجب أو عمل فهو فري،

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم في عمر رضي الله عنه: «فلم أر عبقريا يفري فريه»

«١» أي يعمل عمله، قال الراجز:

قد أطعمتني دقلا حوليا ... مسوسا مدودا حجريا «٢»

قد كنت تفرين به الفريا.

أي كنت تكثرين فيه القول وتعظمينه.

يا أُخْتَ هارُونَ

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «انّما عنوا هارون النبي أخا موسى لأنها كانت من نسله» .


(١) المعجم الكبير: ١٢/ ٢٣٢، وزاد المسير: ٥/ ١٥٩، ومسند أحمد: ٢/ ٢٨ بتفاوت.
(٢) الصحاح: ٢/ ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>