للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ الكعبة أي ابنياه على الطّهارة والتوحيد.

وقال سعيد بن جبير وعبيد بن عمر وعطاء ومقاتل: طَهِّرا بَيْتِيَ من الأوثان والرّيب وقول الزور، وسمع عمر رضي الله عنه صوت رجل في المسجد فقال: ما هذا أتدري أين أنت؟

الأوزاعي عن عهدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله أوحى إليّ يا أخ المرسلين يا أخا المنذرين أنذر قومك ألّا يدخلوا بيتا من بيوتي إلّا بقلوب سليمة وألسن صادقة وأيد نقيّة وفروج طاهرة ولا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد عندهم مظلمة فإنّي ألعنه ما دام قائما بين يديّ يصلّي حتّى يردّ تلك الظلامة إلى أهلها فأكون سمعه الّذي يسمع به وأكون بصره الّذي يبصر به ويكون من أوليائي وأصفيائي ويكون جاري مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ» [١٠٧] «١» .

وقال يمان بن رئاب: معناه بخّراه وخلقاه «٢» .

مكحول عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «جنّبوا مساجدكم غلمانكم «٣» - يعني صبيانكم ومجانينكم- وسلّ سيوفكم ورفع أصواتكم وحدودكم وخصومكم وبيعكم وشراءكم وحمّروها يوم جمعتكم واجعلوا على أبوابها بظاهركم» [١٠٨] «٤» .

وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وجعفر وأهل المدينة: (بَيْتِيَ) بفتح الياء وقرأ الآخرون:

باسكانه وإضافته تعالى إلى نفسه سبحانه تخصيصا وتفضيلا.

لِلطَّائِفِينَ حوله وهم النزاح إليه من آفاق الأرض. وَالْعاكِفِينَ أي المقيمين فيه وهم سكّان الحرم. وَالرُّكَّعِ جمع الرّاكع. السُّجُودِ جمع الساجد مثل قاعد وقعود.

قال عطاء: إذا كان طائفا فهو من الطائفين وإذا كان جالسا فهو من الْعاكِفِينَ وإذا كان مصلّيا فهو من الرُّكَّعِ السُّجُودِ.

الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ في كلّ يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ينزل على هذا البيت فستون للطائفين وأربعون للمصلّين وعشرون للناظرين» [١٠٩] «٥» .


(١) كنز العمال: ١٥/ ٩٣٣، وتفسير القرطبي: ٢/ ١١٥.
(٢) راجع تفسير القرطبي: ٢/ ١١٤.
(٣) في المصادر لا يوجد غلمانكم وما هو موجود: جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ... [.....]
(٤) المجموع للنووي: ٢٠/ ١٣٢، وسنن ابن ماجة: ١/ ٢٤٧ ح ٧٥٠ ز.
(٥) تاريخ دمشق: ٣٤/ ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>