للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن إبراهيم الجوهري قال: حدّثنا علىّ بن أشكاب قال: حدّثنا محمد بن ربيعة الكلابي عن بكير ابن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: المساجد بيوت الله عزّ وجلّ في الأرض، وهي تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض.

وقال عمرو بن ميمون: أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهم يقولون: المساجد بيوت الله وحقّ على الله أن يكرم من زاره فيها.

وأخبرنا الحسين «١» بن محمد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال:

حدّثنا عبيد الله بن ثابت الحريري «٢» قال: حدّثنا أبو سعيد الأشجّ قال: حدّثنا أبو أسامة عن صالح بن حيّان عن ابن أبي «٣» بريدة في قوله سبحانه فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ الآية. قال:

إنّما هي أربع مساجد لم يبنها إلّا نبيّ: الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل فجعلاها قبلة، وبيت المقدس بناه داود وسليمان، ومسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومسجد قباء أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى، بناه رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الدينوري «٤» قال: حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني بالكوفة قال:

حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي قال: حدّثني الحسين بن سعيد قال: حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحرث عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم هذه الآية فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ إلى قوله وَالْأَبْصارُ فقام رجل فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: «بيوت الأنبياء» .

قال: فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها- لبيت عليّ وفاطمة-؟

قال: «نعم من أفاضلها» [٦٣] «٥» .

الصادق: بيوت النبي صلى الله عليه وسلّم.

السدّي: المدينة.

وأولى الأقوال بالصواب أنّها المساجد لدلالة سياق الآية على أنها بيوت بنيت للصلاة والعبادة.

فإن قيل: ما الوجه في توحيده المشكاة والمصباح وجمع البيوت، لا يكون مشكاة واحدة إلّا في بيت واحد؟.


(١) في النسخة الثانية: الحسن. [.....]
(٢) في النسخة الثانية: الحدوي.
(٣) في النسخة الثانية: ابن بريدة.
(٤) في النسخة الثانية: أبو عبد الله الدينوري.
(٥) الدرّ المنثور: ٥/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>