للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: مِنَ الضَّالِّينَ عن العلم بأن ذلك يؤدي الى قتله.

وقيل: مِنَ الضَّالِّينَ عن طريق الصواب من غير تعمّد كالقاصد الى أن يرمي طائرا فيصيب إنسانا.

وقيل: من المخطئين نظيره إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ «١» إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ «٢» وقيل: من الناسين، نظيره أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما «٣» .

فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ إلى مدين فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً فهما وعلما وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ.

اختلف العلماء في تأويلها، ففسّرها بعضهم على إقرار وبعضهم على الإنكار، فمن قال:

هو إقرار قال: عدّها موسى نعمة منه عليه حيث ربّاه ولم يقتله كما قتل غلمان بني إسرائيل، ولم يستعبده كما استعبد وتركني فلم يستعبدني «٤» وهذا قول الفرّاء، ومن قال هو إنكار قال: معناه وتلك نعمة على طريق الاستفهام «٥» كقوله هذا رَبِّي «٦» وقوله فَهُمُ الْخالِدُونَ وقول الشاعر:

...... هم هم

«٧» ، وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:

لم أنس يوم الرحيل وقفتها ... ودمعها في جفونها عرق

وقولها والركب سائرة ... تتركنا هكذا وتنطلق «٨»

وهذا قول مجاهد، ثم اختلفوا في وجهها فقال بعضهم: هذا ردّ من موسى على فرعون حين امتنّ عليه بالتربية فقال: لو لم تقتل بني إسرائيل لربّاني أبواي فأىّ نعمة لك عليّ؟

وقيل: ذكره إساءته إلى بني إسرائيل فقال: تمنّ عليّ أن تربّيني وتنسى جنايتك على بني إسرائيل.


(١) سورة يوسف: ٩٥.
(٢) سورة يوسف: ٨.
(٣) سورة البقرة: ٢٨٢.
(٤) في النسخة الثانية: استعبد بني إسرائيل، مجاز الآية: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ وتركتني فلم تستعبدني.
(٥) في النسخة الثانية زيادة: معناه أو تلك نعمة.
(٦) سورة الأنعام: ٧٦- ٧٨.
(٧) في النسخة الثانية زيادة: أي: أهم هم؟
(٨) تفسير القرطبي: ١٣/ ٩٦. والعبارة:
لم أنس يوم الرحيل وقفتها ... وجفنها من دموعها شرق
وقولها والركاب واقفة ... تركتني هكذا وتنطلق

<<  <  ج: ص:  >  >>