للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصاب الكلام فلم يستطع ... فأخطأ الجواب لدى المفصل «١»

وَالشَّياطِينَ أي وسخرنا له الشياطين كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ يستخرجون له اللئالئ من البحر، وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ يعني مشدودين في القيود واحدها صفد هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ فأعط، من قوله سبحانه: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ «٢» .

وتقول العرب: منّ عليّ برغيف، أي أعطانيه.

قال الحسن: إن الله عزّ وجلّ لم يعط أحدا عطية إلّا جعل فيها حسابا، إلّا سليمان فإن الله سبحانه أعطاه عطاء هنيئا فقال: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ.

أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ قال: إن أعطى أجر وان لم يعط لم يكن عليه تبعة.

قال مقاتل: هو في أمر الشياطين، خذ من شئت منهم في وثاقك لا تبعة عليك فيما تتعاطاه.

وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى قربة وَحُسْنَ مَآبٍ مصير.

وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ.

قال مقاتل: كنيته أبو عبد الله.

إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ بتعب ومشقة وبلاء وضر.

قال مقاتل: بِنُصْبٍ في الجسد وَعَذابٍ في المال.

وفيه أربع لغات: (نُصُب) بضمتين وهي قراءة أبي جعفر، و (نَصَب) بفتح النون والصاد وهي قراءة يعقوب و (نَصْب) بفتح النون وجزم الصاد وهي رواية هبيرة عن حفص عن عاصم، و (نصب) بضم النون وجزم الصاد وهي قراءة الباقين.

واختلفوا في سبب ابتلاء أيوب:

فقال وهب: استعان رجل أيوب على ظلم يدرأه عنه، فلم يعنه فابتلي.

وروى حيان عن الكلبي: أن أيوب كان يغزوا ملكا من الملوك كافرا، وكانت مواشي أيوب في ناحية ذلك الملك، فداهنه ولم يغزه فابتلي.

وقال غيرهما: كان أيوب كثير المال فأعجب بماله فابتلى.

ارْكُضْ بِرِجْلِكَ الأرض، أي ادفع وحرك هذا مُغْتَسَلٌ.


(١) تفسير القرطبي: ١٥/ ٢٠٥، تفسير الثعالبي: ٥/ ٦٩.
(٢) سورة المدّثّر: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>