للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول: اخطب زوجة [لا تسلبها] منك المنايا، وأعرس بها في دار لا يخربها دوران البلايا وشبّك لها حجلة لا تحرقها نيران الرزايا.

وقال مجاهد: سميت حورا لأنه يحار فيهن الطرف.

كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ المخزون في الصدف الذي لم تمسّه الأيدي جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً في نصبهما وجهان:

أحدهما: إتباع للقيل.

والثاني: على «١» (يسمعون سلاما) ، ثم رجع إلى ذكر منازل أصحاب الميمنة فقال وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ لا شوك فيه، كأنه خضّد شوكها أي قطع ونزع.

ومنه

الحديث في المدينة: «لا يخضد شوكها ولا يعصر شجرها»

«٢» وهذا قول ابن عباس وعكرمة وقسامة بن زهير.

وقال الحسن: لا تعقر الأيدي. قتادة: هو الذي لا يرد اليد منها شوك ولا بعد.

وقال الضحّاك ومجاهد ومقاتل بن حيان: هو الموقر حملا.

قال سعيد بن جبير: ثمرها أعظم من الفلال. وقال ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه.

قال: وليس شيء من ثمر الجنة في غلف كما تكون في الدنيا من الباقلاء وغيره، بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه.

قال أبو العالية والضحّاك: نظر المسلمون إلى وجّ وهو واد مخصب بالطائف، وأعجبهم سدرها.

وقالوا: يا ليت لنا مثل هذا، فأنزل الله عزّ وجل وَطَلْحٍ وموز واحدتها طلحة، عن أكثر المفسرين.

وقال الحسن: ليس هو موزا ولكنه شجر له ظلّ بارد طيب.

وقال الفراء وأبو عبيدة: الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك.

قال بعض الحداة:

بشرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطلح والجبالا


(١) فيكون نصبه بوقوع القيل عليه.
(٢) التبيان في تفسير القرآن: ٩/ ٤٩٦. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>