للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثم بيّن سبحانه فضل السابقين في الانفاق والجهاد فقال عزّ من قائل لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ يعني:

فتح مكة في قول أكثر المفسرين.

وقال الشعبي: هو صلح الحديبية قال: وقال أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: «نعم عظيم» «١» .

وَقاتَلَ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ أي من بعد الفتح وَقاتَلُوا.

أخبرني عقيل أن المعافى أخبرهم عن محمد بن جرير حدّثني ابن البرقي، حدّثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن أبي سعيد التمار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم» .

قال: من هم يا رسول الله؟ قريش.

قال: «لا هم أرق أفئدة وألين قلوبا» وأشار بيده إلى اليمن فقال: «هم أهل اليمن، ألا إن الإيمان يمان والحكمة يمانية» فقلنا: يا رسول الله هم خير منّا؟

قال: «والذي نفسي بيده لو كان لأحدهم جبل من ذهب ينفقه ما أدرك مدّ أحدهم «٢» ولا نصيفه» ثم جمع أصابعه ومدّ خنصره فقال: «ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ» «٣» [٢١٧] .

وروى محمد بن الفضل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي هذه الآية دلالة واضحة وحجة بيّنة على فضل أبي بكر بتقديمه لأنه أول من أسلم «٤» .


(١) تفسير الطبري: ٢٧/ ٢٨٧.
(٢) في المصدر: أحدكم. [.....]
(٣) جامع البيان للطبري: ٢٧/ ٢٨٨.
(٤) اتفقت الرواية عن النبي والصحابة والتابعين بكون علي أول من أسلم وأول من صلى وأول من آمن:
(حقيقة إسلام علي عليه السلام) المحقق كون أمير المؤمنين عليه السلام أول المتبعين لرسول الله عن وعي ويقين:
قال المسعودي فيمن استنقص الأمير بصغر سنه عند إسلامه: وهذا قول من قصد إلى إزالة فضائله ودفع مناقبه ليجعل إسلامه اسلام طفل صغير، وصبي غرير لا يفرق بين الفضل والنقصان، ولا يميز بين الشك واليقين، ولا يعرف حقا فيطلبه ولا باطلا فيجتنبه (التنبيه والأشراف: ١٩٨ ذكر التاريخ من مولد الرسول) .
وقال: ذهب كثير من الناس إلى أنه لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الإسلام (مروج الذهب: ٢/ ٤٠٠ ط. مصر ١٣٤٦ هـ، وط. بيروت ٢/ ٢٧٦ ذكر مبعثه وما جاء في ذلك إلى هجرته) .
وقال المقريزي: أما علي فلم يشرك بالله قط، فعند ما أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الوحي وأخبر خديجة وصدّقت كانت هي وعلي. فلم يحتج علي أن يدعى ولا كان مشركا حتى يوحّد فيقال أسلم، هذا هو التحقيق (أمتاع الأسماع: ١/ ١٦- ١٧ تحقيق محمود شاكر ط. مصر) .
ونحوه عن العامري (الرياض المستطابة: ١٦٨ ترجمته) .
وقال أبو جعفر الاسكافي بعد ذكر حديث الدار:
فهل يكلف عمل الطعام ودعاء القوم صغير غير مميز؟! وغير عاقل؟! وهل يؤتمن على سرّ النبوة طفل؟! وهل يدعى في جملة الشيوخ والكهول إلّا عاقل لبيب؟! وهل يضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده في يده ويعطيه صفقة يمينه بالاخرة والوصية والخلافة إلّا وهو أهل لذلك؟! بالغ حدّ التكليف محتمل لولاية الله وعداوة أعدائه، وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه ولم يلصق بأشكاله ولم ير مع الصبيان في ملاعبهم بعد إسلامه؟!.
بل ما رأيناه إلّا ماضيا على إسلامه، مصمما في أمره محققا لقوله بفعله، قد صدّق إسلامه بعفافه وزهده ولصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بين جميع من بحضرته.
وقد ذكر هو (عليه السلام) في كلامه وخطبه بدء حاله وافتتاح أمره حيث أسلم لمّا دعا رسول الله الشجرة فأقبلت تخذ الأرض فقالت قريش: ساحر حفيف السحر.
فقال علي (عليه السلام) : «يا رسول الله أنا أول من يؤمن بك آمنت بالله ورسوله وصدقتك فيما جئت به، وأنا أشهد أن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقا لنبوتك وبرهانا على دعوتك» .
فهل يكون إيمان قط أصح من هذا الإيمان؟! وأوثق عقدة وأحكم مرّة؟! ولكن حنف العثمانية وغيظهم وعصبية الجاحظ وانحرافه مما لا حيلة فيه (شرح النهج: ١٣/ ٢٤٤ الخطبة ٢٣٨، والغدير: ٢/ ٢٨٧ عن كتابه على العثمانية) .
(علي أول من أسلم) قال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم: «أن علي بن أبي طالب أول من أسلم وفضّله هؤلاء على غيره» . (الاستيعاب: ٣/ ١٥ ترجمة علي، وجواهر العقدين: ٤٦٢ الباب الخامس عشر) .
وروي حديث أولية إسلامه عن كل من: زيد بن أرقم (مسند أحمد: ٤/ ٣٦٧- ٣٧١ ط. م و ٥/ ٤٩٩ ط.
ب، وصحيح الترمذي: ٥/ ٦٤٢ ح ٣٧٣٤- ٣٧٣٥) . وعن حبة العرني (مسند أبي حنيفة: ٢٤٧ ط. مصر) ، وجابر (الإصابة: ٨/ ١٨٣ القسم ١ ط. مصر) ، والحارث (اسد الغابة: ٥/ ٥٢٠) ، وابن عباس (مستدرك الصحيحين: ٣/ ١٣٣ وخصائص النسائي: (٤٥ ح ٢٣) ، وابي هريرة (كنز العمال: ١١/ ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٥) ، ومالك بن الحويرث (المعجم الكبير: ١٩/ ٢٩١ ترجمته) ، وأبي موسى الاشعري (مستدرك الصحيحين: ٣/ ٤٦٥ مناقب أبي موسى الاشعري) ، وعفيف الكندي (مستدرك الصحيحين: ٣/ ١٨٣ فضائل خديجة) ، وسعد بن أبي وقاص (مستدرك الصحيحين: ٣/ ٥٠٠ مناقب سعد) ، وعمر (ذخائر العقبى: ٥٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣/ ٢٣٠ خطبة ٢٣٨) ، وسلمان والمقداد وابي سعيد وخباب وابي ذر (شرح النهج لابن أبي الحديد:
١٣/ ٢٣٠ خطبة ٢٣٨، والمعجم الكبير: ٥/ ٨٤ ح ٤٦٥٢ ترجمة زيد بن الحارث، و ٦/ ٢٦٥ ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي، والاستيعاب: ٢/ ٤٥٨، ومستدرك الصحيحين: ٣/ ١٣٦ مناقب الأمير) ، وأبي رافع وبريدة (المعجم الكبير: ٢٢/ ٤٥٢ ترجمة خديجة، ومجمع الزوائد: ٩/ ٢٢٠ ط. مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٣٥٣ ح ١٥٢٥٨، والأوائل: ٣٠ ح ٧٠) ، وأنس (المعجم الكبير: ٢٢/ ٤١١ ترجمة فاطمة) ، ومحمد بن أبي بكر (مروج الذهب: ٢/ ٥٩ ط. مصر ١٣٤٦ هـ، وط. بيروت ٣/ ١١ ذكر معاوية) والحسن (عليه السلام) (الاستيعاب: ٢/ ٤٥٨، والحلية: ٤/ ٢٩٤ ط. مصر ١٣٥١) ، والكلبي (تاريخ الطبري: ٢/ ٥٧ ذكر أول من أسلم) ، وابن عوف (الفتوح لا بن اعثم: ١/ ٢١٧ كتاب علي لمعاوية) ، وعروة وسلمان بن يسار (أعلام النبوة: ٢٠٥ باب ١٢) ، والمقداد وحبان وجابر وحسن البصري (الائمة الاثنا عشر: ٤٨) ، والأعمش (مناقب ابن المغازلي: ١٠٧ ط. بيروت- وط. طهران: ١٥١ ح ١٨٨) ، وأبي أيوب وأم سلمة (مناقب الخوارزمي: ٣٥٣ ح ٣٦٤ فصل ٢٠ و: ١١٢ فصل ٩ ح ١٢٢) ، والصادق عن آبائه (شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣/ ٢٢٧ الخطبة ٢٣٨) ، وعائشة وأسماء (فتح الملك العلي: ٦٧) .
(علي أول من صلى) روي الحديث عن كل من: ابن عباس (منحة المعبود: ١/ ٨٩- ١٨٠ ح ٢٣٢٣- ٢٦٥٧ والكامل في التاريخ: ١/ ٤٨٤ ذكر اختلاف في أول من أسلم) ، وحبة العرني (الأوائل: ٣٠ ح ٦٨، والطبقات الكبرى: ٣/ ١٥ ترجمة علي، وخصائص النسائي: ١٩ ح ١) ، وزيد بن أرقم وابي حمزة (خصائص النسائي: ٢٢ و ٢٦ ح ٢ و ٤، واسد الغابة: ٤/ ١٧، ومسند احمد: ١/ ١٤١ و ٤/ ٣٧٠ ط. م و ١/ ٢٢٧ و ٥/ ٤٩٨ ط. ب) ، ومجاهد (الطبقات الكبرى: ٣/ ١٣ قسم ١ ط. ليدن ١٣٢٢ و ٣/ ١٥ ترجمة علي ط. بيروت دار الكتب العلمية) ، وابن إسحاق وجابر (تاريخ الطبري: ٢/ ٥٥ ط. مصر ١٣٥٧، وشرح النهج: ١٣/ ٢٢٩ خطبة ٢٣٨، وسيرة ابن هشام: ١/ ٢٨١ ط. ب و ١/ ٢٦٢ ط. مصر الحلبي) ، وابي مسعود (المعجم الكبير: ١٠/ ١٨٤ ترجمة ابن مسعود ح ١٠٣٩٧) ، وأنس بن مالك (ذخائر العقبى: ٥٩، وشرح النهج: ١٣/ ٢٢٨ خطبة ٢٣٨، وصحيح الترمذي: ٥/ ٦٤٢ ح ٣٧٣٤) ، وبريدة (مستدرك الصحيحين: ٣/ ١١٢ ذكر إسلامه من كتاب المعرفة) ، وعفيف الكندي (خصائص النسائي: ٢٧ ح ٥، ومستدرك الصحيحين: ٣/ ١٨٣ مناقب خديجة، والكامل في التاريخ: ١/ ٤٨٤) ، وابن مسعود (كنز العمال: ٧/ ٥٦) ، والحكم بن عيينة (ذخائر العقبى: ٥٩) ، ورافع (ذخائر العقبى: ٥٩، ومناقب الخوارزمي: ٥٧ ح ٢٤) ، وعبد الله بن نجي (ترجمة علي: ١/ ٦٤ ح ٩١ و ٩٢) ، وعمرو بن العاص (الفتوح: ١/ ٤٠١ صفين) ، وهاشم بن عتبة (الكامل في التاريخ: ٢/ ٣٨٤ حوادث سنة ٣٧) .
وأبي أيوب وأنس وعباد بن عبد الله وأبي ذر (شرح النهج: ١٣/ ٢٣٠ خطبة ٢٣٨، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١/ ٨٠ ح ١١٢، و ١١٣، ومناقب ابن المغازلي: ٢٥ ط. بيروت- وط. طهران: ١٤ ح ١٧ و ١٩، وتاريخ الطبري: ٢/ ٥٦) .
(علي أول من عبد الله تعالى) فعن حبة العوني أنه سمع عليا يقول: «اللهم لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك- ثلاث مرات-» مسند أحمد: ١/ ٩٩ ط. م، و ١/ ١٦٠ ط. ب، وذخائر العقبى: ٦٠ ذكر انه أول من صلى، ومنتخب كنز العمال: ٥/ ٤٠، وكنز العمال: ٦/ ٣٦٥ ط. مصر، و ١٣/ ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠ ط. بيروت، وأسد الغابة:
٤/ ١٧ مع تفاوت، وكنز الفوائد: ١٢٢، ومجمع الزوائد: ٩/ ١٠٢ ط. مصر وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ١٢٥ ح ١٤٦٠١، والاستيعاب: ٢/ ٤٥٨، والقول المسدد: ٨٣ الحديث العاشر، وزاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم: ٤/ ٣٦، خصائص النسائي: ٣ ط. مصر و ٣١ ح ٧ ط. بيروت.
وأخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ: «اللهم إنك تعلم أن لم يعبدك أحد من هذه الأمة بعد نبيها صلّى الله عليه وسلّم قبلي، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة بست سنين» المعجم الأوسط: ٢/ ٤٤٤ ح ١٧٦٧.
(علي أول من آمن) فعن معاذة العدوية: قال علي (عليه السلام) : «أنا الصديق الأكبر آمنت بالله قبل أن يؤمن أبو بكر» (كنز العمال:
١٣/ ١٦٤ ح ٣٦٤٩٧، وترجمة علي من تاريخ دمشق: ١/ ٦٢ ح ٨٨، وأنساب الأشراف: ٢/ ١٤٦ ترجمة علي، وشرح النهج: ١٣/ ٢٢٨ خطبة ٢٣٨.
روى أولية إيمانه كل من: الإمام الحسن (عليه السلام) (المعجم الكبير: ١/ ٩٥ ح ١٦٣ ترجمة علي- سنّة، وشرح النهج: ٦/ ٢٨٨ الخطبة ٨٣) ، وعمرو ابن عباد (خصائص النسائي: ٣ ط. مصر التقدم) ، وليلى الغفارية (الاستيعاب: ٢/ ٧٥٩ ترجمتها) ، وابي ذر ومعاذة العدوية ومعاذ بن جبل (الرياض النضرة: ٢/ ١٥٧ و ١٩٨، وأنساب الأشراف: ٢/ ٣٦٢) ، وسلمان وأبي (فيض القدير: ٤/ ٢٥٨ ط. مصر ١٣٥٦، ومنتخب الكنز: ٥/ ٣٣، وذخائر العقبى: ٥٨) ، وأبي رافع (شرح النهج: ١٣/ ٢٢٨ خطبة ٢٣٨) ، ومحمد بن أبي بكر (مروج الذهب: ٢/ ٥٩ ط. مصر ١٣٤٦ هـ، وط. بيروت ٣/ ١١ ذكر معاوية) ، وحذيفة (كنز العمال: ١١/ ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠) ، وابي سعيد ومعاذ بن جبل (حلية الأولياء: ١/ ٦٦) ، وعمر (كنز العمال: ٦/ ٣٩٣ ط. مصر و ١٣/ ١١٧ ح ٣٦٣٧٨ ط. ب، ومناقب الخوارزمي: ٥٥ ح ١٩ فصل ٤) ، وجابر (مناقب الخوارزمي: ١١١ فصل ٩ ح ١٢٠) ، ومعاوية بن يزيد (تاريخ اليعقوبي: ٢/ ٢٥٤ ايام معاوية بن يزيد) وابن عباس (كنز العمال: ١٣/ ١٢٣ ح ٣٦٣٩٢) ، والمقداد (تاريخ اليعقوبي: ٢/ ١٦٣ ايام عثمان) ، والأشتر (الفتوح: ١/ ٣٨٨ حرب صفين- ما جرى بين علي ومعاوية من الكتب) ، وابن شهاب (شرح النهج: ١/ ٢٢٦ الخطبة ٦) ، وعمرو بن العاص (الفتوح: ١/ ٤٠١ ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>