للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ فتوق وشقوق وخروق.

الضحّاك: اختلاف وشطور، عطية: عيب، ابن كيسان: تباعد، القرظي: قروح، أبو عبيدة: صدوع «١» قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

شققت القلب ثم ذررت فيه ... هواك فليم فالتأم الفطور «٢»

وقال آخر:

تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا سكر ولم يبلغ سرور «٣»

وقال آخر:

بنى لكم بلا عمد سماء ... وزيّنها فما فيها فطور «٤»

ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ ردّ البصر وكرّر النظر كَرَّتَيْنِ مرتين، يَنْقَلِبْ ينصرف ويرجع إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً خاشعا، ذليلا، مبعدا وَهُوَ حَسِيرٌ يعني كليل، منقطع لم يدرك ما طلب قال الشاعر:

نظرت إليها بالمحصب من منى ... فعاد إليّ الطرف وهو حسير «٥»

أخبرنا ابن فنجويه، حدّثنا موسى بن محمد، حدّثنا الحسن بن علويه، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا المسيب، حدّثنا إبراهيم البكري عن صالح بن جبار عن عبد الله بن يزيد عن أبيه، قال المسيب: وحدّثنا أبو جعفر عن الرّبيع عن كعب قالا: السماء الدنيا موج مكفوف، والثانية مرمرة بيضاء، والثالثة حديد، والرابعة صفر- وقال نحاس- والخامسة فضة، والسادسة ذهب والسّابعة ياقوتة حمراء، وبين السّماء السّابعة إلى الحجب السبعة صحاري من نور، واسم صاحب الحجب «فنطاطروس» .

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ أي الكواكب، واحدها مصباح وهو السراج.

وَجَعَلْناها رُجُوماً مرمى لِلشَّياطِينِ إذا اخترقوا السّمع، وَأَعْتَدْنا لَهُمْ في الآخرة عَذابَ السَّعِيرِ ما جعلنا لهم في الدنيا من الشهب، وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أيضا عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً صوتا كصوت الحمار وَهِيَ تَفُورُ تزفر وتغلي بهم كما يغلي القدر.


(١) راجع تفسير الطبري: ٢٩/ ٥- ٦، وفتح القدير: ٥/ ٢٥٩.
(٢) لسان العرب: ٤/ ٣٠٣.
(٣) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٠٩.
(٤) الأبيات في تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٠٩.
(٥) تفسير القرطبي: ١٨/ ٢١٠. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>