للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغتان مثل مدب ومدب ومصح ومصح، وقال الآخرون: بالفتح المصدر وبالكسر موضع الفرار مثل المطلع والمطلع.

كَلَّا لا وَزَرَ لا حصن ولا حرز ولا ملجأ، قال السدي: لا جبل، وكانوا إذا فزعوا نحوا إلى الجبل فتحصّنوا به فقال الله سبحانه: لا جبل يومئذ يمنعهم.

إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ

أي مستقر الخلق وأعمالهم وكل شيء، وقال مقاتل: المنتهى فلا يجد عنه مرحلا نظيره وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى وقال يمان: المصير والمرجع، وهو قول ابن مسعود نظيره إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى

«١» وإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ «٢» وقوله سبحانه أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ «٣» .

يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ

«٤» قال ابن مسعود وابن عباس: قدم قبل موته من عمل صالح أو طالح وما أخر بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها. عطية عن ابن عباس:

بِما قَدَّمَ

من المعصية وَأَخَّرَ

من الطاعة. مجاهد: بأول عمل عمله وآخره. قتادة: بِما قَدَّمَ

من طاعة الله وَأَخَّرَ

من حقّ الله فضيّعه. ابن زيد: بِما قَدَّمَ

من عمل من خير أو شر وما أَخَّرَ

من العمل بطاعة الله فلم يعمل به.

عطاء: بِما قَدَّمَ

في أول عمره وما أَخَّرَ

في آخر عمره. زيد بن أسلم: بِما قَدَّمَ

من أمواله لنفسه وما أَخَّرَ

خلّف للورثة، نظيره عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ «٥» .

سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت أبا عثمان يقول: خمس مصائب في الذنب أعظم من الذنب:

أوّلها: خذلان الله لعبده حتى عصاه ولو عصمه ما عصاه.

والثانية: أن سلبه حلية أوليائه وكساه لباس أعدائه.

والثالثة: أن أغلق عليه أبواب رحمته وفتح عليه أبواب عقوبته.

والرابعة: نظر إليه وهو يعصيه.

والخامسة: وقوفه بين يديه يعرض عليه ما قدّم وأخّر من قبائحه.

فهؤلاء المصائب الخمس في الذنب أعظم من الذنب.


(١) سورة العلق: ٨.
(٢) سورة آل عمران: ٢٨. [.....]
(٣) سورة الشورى: ٥٣.
(٤) سورة القيامة: ١٣.
(٥) سورة الإنفطار: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>