للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقريش هم ولد النضر بن كنانة، فمن ولده النضر فهو قرشي، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمّنا، ولا ننتفي من أبينا» [٢٦٣] «١» .

وأخبرنا أبو بكر الجوزي قال: أخبرنا الرعولي قال: حدّثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا الأوزاعي قال: حدّثنا أبو عمار شداد عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله (عليه السلام) : «إن الله عزّ وجلّ اصطفى بني كنانة من بني كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» [٢٦٤] «٢» .

وسمّوا قريشا من التقرش، وهو التكسّب والتقلّب والجمع والطلب، وكانوا قوما على المال والإفضال حراصا.

وسأل معاوية عبد الله بن عباس: لم سمّيت قريش قريشا؟ فقال: لدابّة في البحر يقال لها:

القرش، تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلا. قال: وهل يعرف العرب ذلك في أشعارهم؟ قال:

نعم:

وقريش هي التي تسكن البحر بها ... سميت قريش قريشا

سلطت بالعلو في لجّة البحر ... على ساير البحور جيوشا

تأكل الغثّ والسمين ولا تترك فيه ... لذي جناحين ريشا

هكذا في البلاد حي قريش ... يأكلون البلاد أكلا كميشا

ولهم آخر الزمان نبيّ ... يكثر القتل فيهم والخموشا

يملأ الأرض خيله ورجالا ... يحسرون المطيّ حسرا كشيشا «٣»

وقوله: إِيلافِهِمْ بدل من الإيلاف الأوّل ويرخمه له، ومن أسقط الياء من الإيلاف احتج بقول ابي طالب يوصي أبا لهب برسول الله صلى الله عليه وسلم:

ولا تتركنه ما حييت لمعظم ... وكن رجلا ذا نجدة وعفاف

تذود العدا عن عصبة «٤» هاشمية ... إلا فهم في الناس خير إلاف «٥»


(١) مسند أحمد: ٥/ ٢١١.
(٢) كتاب السنّة: ٦١٨، ومسند أبي يعلى: ١٣/ ٤٧٢.
(٣) تفسير القرطبي: ٢٠/ ٢٠٣، وفتح الباري: ٦/ ٣٨٨، والخموس: الخدوش في البدن، والكميش:
السريع. [.....]
(٤) في التاريخ: ذروة.
(٥) تفسير القرطبي: ٢٠/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>