للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْمُنْفِقِينَ: أموالهم في طاعة الله.

وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله ملكا ينادي: اللهم اعط منفقا خلفا، واعط ممسكا تلفا» [٢٥] «١» .

وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ: قال مجاهد، والضحاك، وقتادة، والكلبي والواقدي: يعني المصلين بالأسحار. نظير قوله وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ «٢» أي يصلّون.

وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي الزهري قال: قلت لزيد بن اسلم: من الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ؟ قال: هم الذين يشهدون الصبح «٣» .

وكذلك قال ابن كيسان: يعني صلاة الصّبح في المسجد.

وقال الحسن: صلّوا الصلاة الى السحر ثم استغفروا.

قال نافع: كان ابن عمي يحيي الليل، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعاود الصلاة، وإذا قلت: نعم، فيستغفر الله ويدعوا حتى الصبح «٤» .

وروى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال: سمعت رجلا في السحر يتهجّد في المسجد وهو يقول: ربّ أمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي. فنظرت فإذا هو ابن مسعود (رضي الله عنه) .

وروى صالح وحماد بن سلمة عن ثابت وأبان وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ الله عزّ وجل يقول: «إني لأهمّ بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت الى عمّار بيوتي والى المتهجدين والى المتحابين فيّ، والى الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ صرفت عنهم» [٢٦] «٥» .

محمد بن زاذان عن أم سعد قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ ثلاثة أصوات يحبهم الله عزّ وجلّ صوت الديك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ» [٢٧] «٦» .

حمّاد بن سلمة عن سعيد الجريري قال: بلغنا أنّ داود نبي الله سأل جبرائيل (عليه السلام) : أي الليل أفضل؟ فقال: ما أدري إلا أنّ العرش يهتز من السحر «٧» .


(١) صحيح مسلم: ٣/ ٨٤، والمستدرك: ٤/ ٥٥٩، بتفاوت يسير. [.....]
(٢) سورة الذاريات: ١٨.
(٣) تفسير الطبري: ٣/ ٢٨٤، وفيه: يرويه يعقوب عن زيد مباشرة.
(٤) مجمع الزوائد: ٩/ ٣٤٧.
(٥) كنز العمّال: ٧/ ٥٧٩، ح ٢٠٣٤٣.
(٦) كنز العمّال: ١٢/ ٣٣٥، ح ٣٥٢٨٥.
(٧) المصنّف لابن أبي شيبة: ٨/ ١١٥، وتاريخ بغداد: ٤/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>