للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن علي الترمذي: المتوكل على الله.

أبو زيد البسطامي: هو الذي قد عظمت همته ونبل قدره، لم يحدث نفسه بدار الدنيا، وقيل: هو السخي.

روى ابن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سيدكم يا بني سلمة؟

قالوا: جد بن قيس غير أنّه بخيل جبان. قال: وأيّ داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن جموح «١» .

روى عبد الله بن عباس: إنه كان قاعدا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاءه بضعة عشر رجلا عليهم ثياب السفر، فسلموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى القوم، ثم قالوا: من السيد منكم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ذلك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فعرفوا أنه رسول الله، فقالوا: فما في أمتك سيد، قال: بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة، وأدنى الفقراء وقلت شكايته «٢» .

وروى أن أسد بن عبد الله قال لرجل من بني شيبان: بلغني أن السودد فيكم رخيص.

فقال: أما نحن فلا نسود إلّا من يعطينا رحله، ويفرش لنا عرضه، ويعطينا ماله. فقال: والله إن السودد فيكم لغال.

وَحَصُوراً: أصله من الحصر وهو الحبس، يقال: حصرت الرجل عن حاجته إذا حبسته، وحصرت من كذا أحصر إذا امتنع منه، وحصر فلان في قرأته إذا امتنع من القراءة فلم يقدر عليها، ومنه إحصار العدو. قال الله تعالى: وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً «٣» : أي محبسا. ويقال للرجل الذي يكتم السر ويحبسه ولا يظره حصر.

قال جرير:

ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصرا بسرك يا أميم ضنينا «٤»

فالحصور في قول ابن مسعود وابن عباس وابن جبير وقتادة وعطاء وأبي الشعثاء والحسن والسدي وابن زيد: الذي لا يأتي النساء ولا يقربهنّ، فهو على هذا القول: مفعول بمعنى فاعل يعني: أنه يحصر نفسه عن الشهوات.

وقال سعيد بن المسيب والضحّاك: هو العنّين الذي لا ماء له، ودليل هذا التأويل ما

روى أبو صالح عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلّا يحيى بن زكريا فإنه كان سَيِّداً وَحَصُوراً» [٥٢] .


(١) أحكام القرآن: ٢/ ١٥ بتفاوت.
(٢) الدرّ المنثور: ٦/ ١٩٧.
(٣) سورة الإسراء: ٨.
(٤) الصحاح: ٢/ ٦٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>