للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصب بعض القرّاء النون في قوله فَيَكُونُ على جواب الأمر بالفاء، ورفع الباقون على إضمار (هو) أي فهو يكون. وقيل: على تكرير الكلام تقديره: فإنّما يقول له كن فيكون.

وَيُعَلِّمُهُ: قرأ أهل المدينة ومجاهد وحميد والحسن وعاصم: بالياء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله تعالى كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ: قد جرى ذكره عزّ وجلّ.

وقال المبرد: ردّوه على قوله إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ ... وَيُعَلِّمُهُ وقرأ الباقون بالنون على التعظيم، واحتجّ أبو عمرو في ذلك لقوله ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ...

الْكِتابَ: أي الكتابة والخط والعلم.

وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ. وَرَسُولًا: أي ونجعله رسولا.

إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ: فترك ذكره لأن الكلام عليه، كقول الشاعر:

ورأيت بعلك «١» في الوغى ... متقلدا سيفا ورمحا «٢»

أي وحاملا رمحا.

وأنشد الفرّاء لرجل من عبد القيس:

علفتها تبنا وماء باردا ... حتى شتت همالة عيناها «٣»

يعني سقيتها ماء باردا.

قال الأخفش: وإن شئت جعلت الواو في قوله (وَرَسُولًا) مضخمة والرسول حالا للهاء، تقديره: ويعلّمه الكتاب رسولا «٤» ، وكان أول أنبياء بني إسرائيل يوسف وآخرهم عيسى (عليه السلام) «٥» .

روى محمد بن إسكندر عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«بعثت على أثر ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف من بني إسرائيل» .

[٥٤] «٦» فلمّا بعث قال لهم:

[ ... ] «٧» .


(١) في المصدر: زوجك.
(٢) تفسير الطبري: ٣/ ٣٧٤.
(٣) لسان العرب: ٢/ ٢٨٧.
(٤) تفسير القرطبي: ٤/ ٩٣.
(٥) وهو حديث أبي ذر الطويل، راجع تفسير القرطبي.
(٦) البداية والنهاية: ٢/ ١٨٢ بتفاوت.
(٧) سقط في أصل المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>