للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى الآية ذوا «١» طريقة مستقيمة.

يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ يقرءون كتاب الله. قال مجاهد: يتبعون، يقال: تلاه، أي اتّبعه. قال الشاعر:

قد جعلت دلوي تسيلينني ... ولا أريد تبع القرين «٢»

إني لم أردهما [ ... ] «٣» .

أي تستتبعني.

آناءَ اللَّيْلِ، أي ساعاته، وإحداها إني مثل نحي وأنحاء وإنى مثل معى.

قال الشاعر:

حلو ومر كعطف القدح شيمته ... في كل إني قضاء الليل ينتعل «٤»

أي تسليه آناء الليل بأمر مضى فيه ولم يتأخر.

قال الراجز في اللغة الأخرى:

لله درّ جعفر أي فتى ... مشمّر عن ساقه كلّ إنى

وقال السدي: آناءَ اللَّيْلِ جوفه.

الأوزاعي عن حسان عطية قال: بلغنا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن يشق على أمّتي لفرضتهما عليهم» [١٠٦] «٥» .

وَهُمْ يَسْجُدُونَ أي يصلون لأنّ التلاوة لا تكون في الركوع والسجود، نظيره قوله:

وَلَهُ يَسْجُدُونَ أي يصلّون وفي القرآن: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ «٦» أي صلوا، وقوله: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا «٧» . واختلفوا في نزول الآية ومعناها فقال بعضهم: هي قيام الليل عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن رجل من بني شيبة كان يدرس الكتب فقال: إنا نجد كلاما من كلام [الرب] «٨» أيحسب راعي إبل وغنم، إذا جنه الليل انخذل بكن وهو قائم وساجد آناء الليل.


(١) كذا في المخطوط.
(٢) الصحاح: ٦/ ٢٢٧٣.
(٣) كلمتان غير مقروءتين.
(٤) لسان العرب: ١٤/ ٥٠. إنى.
(٥) تفسير مجمع البيان: ٢/ ٣٦٨.
(٦) الفرقان: ٦٠.
(٧) النجم: ٦٢.
(٨) في المخطوط: العرب. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>