للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ النخعي ويحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف وقتادة والأعمش وحمزة: بالخفض على معنى وبالأرحام، كما يقال: سألتك بالله والرحمن، ونشدتك بالله والرحمن، والقراءة الأولى أصح وأفصح، لأن العرب لا يكلأ بنسق بظاهر على المعنى، إلّا أن يعيدوا الخافض فيقولون:

مررت به وبزيد، أو ينصبون.

كقول الشاعر:

يا قوم مالي وأبي ذويب»

إلّا أنه جائز مع قوله، وقد ورد في الشعر.

قال الشاعر:

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... اذهب فمالك والأيام من عجب «٢»

وأنشد الفراء لبعض الأنصار:

نعلق في مثل السواري سيوفنا ... وما بينها والكعب غوط نفانف «٣»

وقرأ عبد الله بن يزيد المقبري: (والأرحامُ) رفعا على الابتداء، كأنه نوى تمام الكلام عند قوله تَسائَلُونَ بِهِ ثم ابتدأ كما يقال: زيد ينبغي أن يكرم، ويحتمل أن يكون إغراء، لأن العرب من يرفع المغري.

وأنشد الفراء:

أين قوما منهم عمير ... وأشباه عمير ومنهم السفاح

لجديرون باللقاء إذا قال ... أخو النجدة السلاح السلاح «٤»

إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً أي حافظا، قيل: بمعنى فاعل وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ الآية.

قال مقاتل والكلبي: نزلت في رجل من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب المال، فمنعه عمه فترافع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآية، فلما سمعها العم قال:

أطعنا الله وأطعنا الرسول، نعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله.

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ويطع ربّه هكذا فإنه يحل داره» يعني جنته، فلما قبض الفتى ماله أنفقه في سبيل الله، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ثبت الأجر وبقي الوزر» [٢٢٦] .


(١) تفسير الطبري: ٢٢/ ١٣٦.
(٢) شرح الرضي على الكافية: ٢/ ٣٣٦، تفسير القرطبي: ١٠/ ١٤.
(٣) تفسير الطبري: ٤/ ٣٠٠، والقرطبي: ٥/ ٣. وفيه (مهوى) بدل (غوط) .
(٤) تفسير الطبري: ٣/ ٢٠٨، تفسير القرطبي: ٥/ ٦. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>