للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«كل مما طفا على البحر» ..

وأبان بن أبي عياش ليس هو ممن يثبت ذلك بروايته.

وقال شعبة: لأن أزني سبعين زنية أحب إليّ من أن أروى عن ابان ابن أبي عياش..

وقد أباح أبو حنيفة الميتة من الجراد «١» ، ومستنده قوله عليه السلام:

«أحلت لنا ميتتان» «٢» ، وقضى بذلك على عموم الكتاب في تحريم الميتة، مع أن مالكا يقول في الجراد أنه إذا أخذ حيا وقطع رأسه وشوي أكل، وما أخذ منه حيا فغفل عنه حتى مات لم يؤكل، إنما هو بمنزلة ما وجد ميتا قبل أن يصاد فلا يؤكل عنده، وهو قول الزهري وربيعة..

وقال مالك: ما قتله مجوسي فلا يؤكل..

وقال الليث بن سعد: أكره الجراد ميتا، فأما إذا أخذته وهو حي فلا بأس به وقال النبي عليه السلام في الجراد:

«أكثر جنود الله: لا آكله ولا أحرمه» «٣» ولم يفصل بين ما مات وبين ما قتله آخذه..

وقال عطاء عن جابر: غزونا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأصبنا جرادا فأكلناه..


(١) سمي جرادا لأنه يجرد الأرض أي يلتهم ما فيها ويجتاحه.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه أبو داود عن سلمان، ورواه ابن عدى عن ابن عمر.