للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للشيطان سبيل للإِمام الشيخ سراج الدين البلقيني، حَسَّنَ له نظم الشعر فجاء بما يُضحَك منه " (١).

" وخضع له الأئمة من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والنحويين، إذا ذُكِرَ خضعت له الرقاب حتى كان الشيخ جمال الدين الإِسنوي يتوقى الإِفتاء مهابة له، لكثرة ما كان ينقب عليه " (٢).

وأجمع علماء الأمصار في زمانه على أنه " طبقة وحده، وكملت له أدوات الاجتهاد باتفاق، وأنه عالم المئة الثامنة، وذكروا فيه الحديث المشهور عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس ِ كلِّ مئة سنة من يجدد لها أمر دينها " (٣).

قالوا: " بُدئت بعمر، وخُتمت بعمر " يعنون عمر بن عبدالعزيز، خامس الراشدين - رضي الله عنهم - ١٠١ هـ للمائة الأولى، وأبا حفص السراج عمر البلقيني، للمائة الثامنة.

ومن حيث انتهت إليه الرياسة في العلم والإِجماع على إمامته وعظم قدره عند العامة والخاصة لجلال شخصيته ونبل سجاياه وشدته في الحق، احتاجت إليه الأمة فيما مرَّ عليها من سنين شِداد بعد أن نعمت طويلا بالأمن والمنَعة والاستقرار في عهد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون.

ففيما بين وفاة الملك الناصر في ذي الحجة من سنة ٧٤١ هـ، إلى وفاة شيخ الإِسلام السراج البلقيني في ذي القعدة من سنة ٨٠٥ هـ، شهدت مصر نهاية دولة المماليك الترك قهرة الصليبيين والتتار، وقيام دولة المماليك الجراكسة في سنة ٧٨٤ هـ، وما كان في فترة


(١) المجمع المؤسس ٢١٩، الضوء اللامع ٦/ ٢٧٨، البدر الطالع ٢/ ٩٣ - ٩٤.
(٢) الإنباء ٢/ ٢٤٦ والجمال الأسنوي، أبو محمد عبدالرحيم، من فقهاء الشافعية الأئمة بمصر (٧٠٤ - ٧٧٠ هـ).
(٣) رواه الحافظ السيوطي في مدخل كتابه (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كلِّ مِئة) ونقل بعد تخريجه ما أسنده " الحاكم أبو عبدالله " عن الإِمام ابن شهاب الزهري، قال: " فلما كان في رأس المئة الأولى، مَنَّ الله على هذه الأمة بعمر بن عبدالعزيز " رضي الله عنه - مخطوط بدار الكتب.

<<  <   >  >>