من حديث حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ ... تُعِينُ صَانِعًا". أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، بَابُ بَيَانِ كَوْنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ، حديث: ٢٥٠. ومن حديث سُفْيَانَ بنِ عيينه، عن هِشَام بْن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: "تُعِينُ صَانِعًا". أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي ذر الغفاري في مسند الأنصار (٣٥/ ٢٥٩) حديث: ٢١٣٣١. ومن غير طريق هشام: رُويَ من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «فَتُعِينُ الصَّانِعَ أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ» مسلم في كتاب الإيمان، بَابُ بَيَانِ كَوْنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ، حديث: ٢٥١. فنسبوا هشاماً إلى التصحيف، مستدلين بروايته الثانية ورواية غيره من الثقات أنها بلفظ: "صانع". قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار، لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي (ت ٥٤٤ هـ)، تونس: المكتبة العتيقة - القاهرة: دار التراث ٢/ ٤٧": " جَاء فِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة -بالضاد الْمُعْجَمَة وهمزة مَكَان النُّون- وَكَذَا قُيِّدَ عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وَعند السَّمرقَنْدِي فِيهِ كَالْأولِ -صانع-، وَالصَّحِيح عَن عُرْوَة الْوَجْه الأول وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ أَصْحَاب عُرْوَة عَنهُ إِلَّا ابْنه هشاما قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: صحف فِيهِ هِشَام". قال عياض: "ومقابلته بقوله أَو تصنع لأخرق يدل أَنه صانعا بالنُّون كَمَا قَالَ الْجُمْهُور". قلت: لم يتفرد هشام بهذا عن أبيه، بل له شاهد من حديث أبي هريرة: " تُعِينُ ضَائِعًا" أخرجه أحمد في المسند (١٦/ ٥١١) حديث: ١٠٨٧٨. قال أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ -يَعْنِي ابْنَ غَالِبٍ-، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. قال محققو المسند: إسناده حسن، خليفة بن غالب صدوق حسن الحديث، وباقى رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. فالذي يبدو لي أن الحديث روي باللفظتين مرة "ضائع" ومرة "صانع"، ولم يصحف هشام في شيء من ذلك، والله أعلم.