للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وأنه بلا منازع شيخ محدثي أهل السنة في عصرنا بحيث يعلم من أمر الأحاديث التي حملتها الكتب المشهورة لدى الجمهور ويدرك ما اعتراها من فعل الرواة وغير ذلك مما يتصل بكتابي ما لم يعلم مثله سواه». (١)

«على أنه فوق ذلك ورث علم الأستاذ الإمام محمد عبده، وناهيك به علماً وفضلاً بحيث لا يختلف اثنان في أنه من كبار أئمة الدين المجتهدين، فما يقوله السيد رشيد إنما أعتبره كأنه صادر عن أستاذة الإمام، وذلك فيما أرى أنه من منهج الأستاذ الإمام وأسلوبه في النظر إلى الدين». (٢)

ولا تعجب ولا تستغرب إن علمت أن محمود أبو ريه قد اعتمد بشكل أساسي في طعوناته بالسنة النبوية، بآراء وأقوال رشيد رضا، فكان كثيراً ما يسوق نصوصه ويستشهد بها في التقليل من شأن حجية السنة، أو التجريح بصحابي جليل.

وكانت هذه النقول تطول حتى تبلغ صفحات من مؤلفات الشيخ رشيد، بل وصل الأمر به إلى أن عقد فصلا كاملاً بعنوان «المنافقون من الصحابة» لم يكتب فيه كلمة واحدة، بل كان عبارة عن نقل عبارات رشيد رضا مع عزوها إلى صفحاتها.

وفي كل مرة ينقل فيها عن رشيد رضا يسبق اسمه بعبارات المديح والثناء كالمحدث والفقيه والمحدث الكبير وشيخ المحدثين.

فلقد قلد محمود أبو ريه رشيد رضا في كل آرائه وأقواله في السنة النبوية،


(١) نفس المصدر ٣٥.
(٢) نفس المصدر والصفحة.

<<  <   >  >>