للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفقه على أبي بكر الطرطوشي، وسمع منه ومن أبي عبد الله الرازي، وبرع في المذهب، وتخرج به الأصحاب، وقصده السلطان صلاح الدين، وسمع منه الموطأ، وله مصنفات. مات في شعبان سنة

إحدى وثمانين وخمسمائة، عن ست وتسعين سنة. قال ابن فرحون: كان إمام عصره في المذهب، وعليه مدار الفتوى، مع الزهد والورع (٢) .

٤٨- حفيدة أبو الحرم مكي نفيس الدين. ألف شرحًا عظيمًا على التهذيب للبرادعي في مجلد، وشرحًا على ابن الجلاب في عشر مجلدات.

٤٩- أبو القاسم بن مخلوف المغربي ثم الإسكندري. أحد الأئمة الكبار من المالكية، تفقه به أهل الثغر زمانًا، مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة. قاله في العبر (٣) .

٥٠- أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخمي الفاسي. كان رأسًا في القراءات السبع، ومن مشاهير الصلحاء وأعيانهم. ولد بفاس في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وانتقل إلى الديار المصرية، فقرأ على ابن الفحام، وقرأ الفقه والعربية، وسكن مصر، وتصدر بها للإقراء، وكان صالحًا عابدًا، كبير القدر، قرأ عليه شجاع بن محمد بن سيدهم، وروى عنه السلفي. مات آخر المحرم سنة ستين وخمسمائة، ودفن بالقرافة. وقد شغرت مصر عن قاض ثلاثة أشهر، في سنة ثلاث وثلاثين "وخمسمائة" أيام الخليفة العبيدي، فعرض القضاء على أبي العباس هذا، فاشترط ألا يقضي بمذهب الدولة، فأبوا وتولى غيره (٤) .


(١) بقية نسبه كما في ابن فرحون: "عوف بن يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
(٢) الديباج المذهب ٩٥.
(٣) لم أجده في العبر في وفيات سنة ٥٣٣.
(٤) إنباه الرواة ١: ٣٩.