للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبرع ومهر ودخل القاهرة، وولي الحسبة مرارًا وقضاء الحنفية، وله تصانيف؛ منها شرح البخاري وشرح الشواهد، وشرح معاني الآثار، وشرح الهداية وشرح الكنز، وشرح المجمع، وشرح درر البحار، وطبقات الحنفية. وغير ذلك. مات في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة (١) .

٥٤- ابن الهمام العلامة كمال الدين محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي ثم الكندري. ولد تقريبًا سنة تسعين وسبعمائة، وتفقه بالسراج قارئ الهداية وغيره، وتقدم على أقرانه في أنواع العلوم، من الفقه والأصول والنحو والمعاني وغيرها. وكان علامة محققًا جدليًّا نظارًا، قرره الأشرف شيخًا في مدرسته، فباشرها مدة ثم تركها. وولي مشيخة الشيخونية ثم تركها أيضًا. وله تصانيف، منها شرح الهداية والتحرير في أصول الفقه. مات في رمضان سنة إحدى وستين وثمانمائة (٢) .

٥٥- قاضي القضاة سعد الدين سعد بن قاضي القضاة شمس الدين الديري. ولد في رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة، وأخذ، عن والده وغيره وانتهت إليه رياسة الحنفية في زمانه، وولي مشيخة المؤيدية وقضاء الحنفية. وله تصانيف، منها تكملة شرح الهداية للسروجي. مات سنة سبع وستين وثمانمائة (٣) .

٥٦- شيخنا الشُّمني الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ المحدث، كمال الدين محمد بن محمد بن حسن التميمي الداري. قدوة عين الزمان وإنسانها، وواحد عصره في العلوم بحيث خضعت له رجالها وفرسانها، وشجرة المعارف التي طاب أصلها فزكت فروعها وأغصانها، ورياض الآداب التي فاضت ينابيعها وفاحت زهورها وتنوعت أفنائها. إن أخذ في التفسير كل عنده الكشاف واختفى، أو الحديث كان من ألفاظه الغريبة مُزيل الخفا، أو الفقه عُدّ للنعمان شقيقًا، أو النحو كان للخليل رفيقًا، أو الكلام


(١) الفوائد البهية ٢٠٧.
(٢) الفوائد البهية ١٨٠.
(٣) الفوائد البهية ٧٨.