للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يراعوا فيه إلا ... لا ولا من كان قبله

ستراهم عن قريب ... لأقل الناس أكله

فكان كذلك، وقع بعد ذلك قتال بين المصريين والشاميين، وعدم من المصريين طائفة كثيرة (١) .

واتفقوا بعد قتل المعظم على تولية شجر (٢) الدر أم خليل جارية الملك الصالح، فملكوها، وخطب لها على المنابر، فكان الخطباء يقولون بعد الدعاء للخليفة: واحفظ اللهم الجهة الصالحة ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل المستعصمية، صاحبة السلطان الملك الصالح. ونقش اسمها على الدينار والدرهم، وكانت تعلم على المناشير وتكتب: والدة خليل. ولم يل مصر في الإسلام امرأة قبلها.

ولما توليت تكلم الشيخ عز الدين بن عبد السلام في بعض تصانيفه على ما إذا ابتلي المسلمون بولاية امرأة، وأرسل الخليفة المستعصم يعاتبُ أهل مصر في ذلك ويقول: إن كان ما بقي عندكم رجل تولونه، فقولوا لنا نرسل إليكم رجلًا.

ثم اتفقت شجر الدر والأمراء على إطلاق الفرنسيس، بشرط أن يردوا دمياط إلى المسلمين، ويعطوا ثمانمائة ألف دينار عوضًا عما كان بدمياط من الحواصل، ويطلقوا أسراء المسلمين. فأطلق على هذا الشرط، فلما سار إلى بلاده أخذ في

الاستعداد والعود إلى دمياط، فندمت الأمراء على إطلاقه؛ وقال الصاحب جمال بن مطروح وكتب بها إليه:


(١) البداية والنهاية ١٣: ١٨٠، قال في آخر الخبر: "فمنهم الشمس لؤلؤ مدير ممالك الحلبيين، وكان من خيار عباد الله الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".
(٢) كذا ورد اسمها في الأصل، وهو الصواب، وفي ح، ط: "شجرة الدر".