للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعولت الأطفال مع أمهاتها ... فيا نفس جودي، يا مدامعي أهملي

جزعت فقام الناس حولي وأقبلوا ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمل

لعل إله الخلق يرحم ضعفهم ... وما أظهروه من عظيم التذلل

وتاب الورى واستغفروا لذنوبهم ... ولاذوا بمنوال الكريم المبجل

شفعت لهم عند الإله فأصبحوا ... من النار في أمن وبر معجل

أغاثهم الرحمن منك بنفحة ... ألذ وأشهى من جنى ومعسل

طفى النار نور من ضريحك ساطع ... فعادت سلاما لا تضر بمصطلي

وعاش رجاء الناس بعد مماتهم ... فيالك من يوم أغر محجل!

فيا راحلا عن طيبة إن طيبة ... هي الغاية القصوى لكل مؤمل

قفا نبك ذكراها فإن الذي بها ... أجل حبيب وهي أشرف منزل

دخلت إليها محرما وملبيا ... وأضربت عن سقط الدخول فحومل

مواقف أما تربها فهي عنبر ... وأما كلاها فهو نبت القرنفل

يفوح شذاها ثم يعقب نشرها ... لما راوحتها من جنوب وشمأل

فيا خير مبعوث وأكرم شافع ... وأنجح مأمول وأفضل موئل

عليك سلام الله بعد صلاته ... كما شفع المسك العبيق بمندل

وقال بعضهم في ذلك (١) :

يا كاشف الضر صفحًا عن جرائمنا ... لقد أحاطت بنا يا رب بأساء

نشكو إليك خطوبًا لا نطيق لها ... حملا ونحن بها حقا أحقاء

زلازلًا تخشع الصم الصلاب لها ... وكيف يقوى على الزلزال شماء

أقام سبعا ترج الأرض فانصدعت ... عن منظر منه عين الشمس عشواء


(١) البداية والنهاية لابن كثير ١٣: ١٩١.