للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم ير بائعه وقد مد يده طائعا لمزيدها وقد تكلف، وأجمعوا على رأى واحد استخاروا الله فيه فخار، وأخذ يمين تمد لها الأيمان، ويشد بها الإيمان، وتعطى عليها المواثيق، وتعرض أمانتها على كل فريق؛ حتى تقلد كل من حضر في عنقه هذه الأمانة، وحط على المصحف الكريم يده وحلف بالله وأتم أيمانه، ولم يقطع ولا استثنى ولا تردد، ومن قطع عن غير قصد أعاد وجدد، وقد نوى كل من حلف أن النية في يمينه نية من عقدت له هذه البيعة، ونية

من حلف له، وتذمم بالوفاء له في ذمته وتكفله، على عادة أيمان البيعة وشروطها وأحكامها المرددة، وأقسامها المؤكدة، بأن يبذل لهذا الإمام المفترض الطاعة الطاعة، ولا يفارق الجمهور ولا يفر عن الجماعة الجماعة، وغير ذلك مما تضمنته نسخ الأيمان المكتتب فيها أسماء من حلف عليها مما هو مكتوب بخطوط من يكتب منهم، وخطوط العدل الثقات عمن لم يكتبوا وأذنوا أن يكتب عنهم، حسبما يشهد به بعضهم على بعض، وتتصادق عليه أهل السماء والأرض، بيعة تم بمشيئة الله تمامها، وعم بالصوب المغدق غمامها؛ وقالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، ووهب لنا الحسن، ثم الحمد لله الكافي عبده، الوافي لمن تضاعف على كل موهبة حمده، ثم الحمد لله على نعمة يرغب (١) أمير المؤمنين في ازديادها، ويرهب إلا أن يقاتل أعداء الله بإمدادها، ويرأب بها من أثر في (٢) منابر ممالكه ما بان من مباينة أضدادها؛ نحمده والحمد لله، ثم الحمد لله، كلمة لا يمل من تردادها، ولا تخل بما تفوق السهام من سدادها، ولا تبطل إلا على ما يوجب تكثير أعدادها، وتكبير أقدار أهل ودادها، وتصغير التحقير لا التحبيب لأندادها.

ونشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تتقايس بدماء الشهداء وإمداد


(١) في الأصول: "برغبة"، والأجود ما أثبته من تاريخ الخلفاء.
(٢) تاريخ الخلفاء: "من ارتقى منابر".