بسفك دمه وقتل بسيف الشرع؛ وذلك في المحرم سنة خمس عشرة وثمانمائة، وأقيم الخليفة المستعين بالله أبو النصر العباسي سلطانًا مستقلًّا بالأمر، وحلف له الأمراء على الوفاء ولم يتغير لقبه، فأقام يتصرف بالولاية والعزل وغيرهما، ثم سأله شيخ أن يفوض إليه السلطنة على العادة، فأجابه إلى ذلك في شعبان من السنة، وبقيت الخلافة باسمه، واستقر شيخ في السلطنة، ولقب الملك المؤيد، وكان من خيار الملوك.
ترجمه الحافظ ابن حجر في معجمه وأثنى عليه، وقال: أين مثله؟ بل أين أين مثله! وكان معه إجازة بصحيح البخاري من شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فكانت لا تفارقه سفرًا ولا حضرا، وأقام إلى أن توفي في ثامن محرم سنة أربع وعشرين، وأقيم بعده ولده أحمد، ولقب الملك المظفر، وعمره يومئذ سنتان. وجعل ططر مدبر المملكة، ولقب نظام الملك، فلما كان سلخ شعبان من السنة خلع من الملك لصغره، وأقيم ططر، ولقب الملك الظاهر، فأقام إلى أن مات في سادس ذي الحجة من السنة.
وأقيم بعد ططر ولده محمد ولقب الملك الصالح، وجعل برسباي نظام الملك، فلمَّا كان في ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وأقيم برسباي، ولقب الملك الأشرف، فأقام إلى أن مات في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين.
وأقيم ولده يوسف، ولقب الملك العزيز، وجعل جمقمق نظام الملك، فلما كان في سنة اثنتين وأربعين خلع وأقيم جمقمق، ولقب الملك الظاهر، فأقام إلى أن مات سنة سبع وخمسين.
وأقيم ولده عثمان، ولقب الملك المنصور، فمكث شهرا ونصفا، ثم خلع في ربيع الأول، وأقيم إينال العلائي؛ ولقب الملك الأشرف، فأقام إلى أن مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين.