للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولي الفضل بن غانم، وكان قدم مع المطلب من العراق فأقام نحو سنة، ثم غضب عليه المطلب فعزله.

وولي لهيعة بن عيسى، فأقام حتى توفي في ذي القعدة سنة أربع ومائتين.

فولي السري بن الحكم بعد مشاورة أهل البلد إبراهيم بن إسحاق القارئ حليف بني زهرة، وجمع له القضاء والقصص؛ وكان رجل صدق، ثم استعفي لشيء أنكره فأعفي.

وولي مكانه إبراهيم بن الجراح؛ وكان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن بالمذموم في ولايته، حتى قدم عليه ابنه من العراق، فتغيرت حالته، وفسدت أحكامه؛ فلم يزل "قاضيا" (١) إلى سنة اثنتي عشرة ومائتين، فدخل عليه عبد الله بن الطاهر البلد فعزله.

وولي عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر، وخرج إبراهيم بن الجراح إلى العراق ومات هناك. وأجرى (٢) عبد الله بن طاهر على عيسى بن المنكدر أربعة آلاف درهم في الشهر؛ وهو أول قاض أجري عليه ذلك، وأجازه بألف دينار، فلما قدم المعتصم مصر في سنة أربع عشرة ومائتين كلمه فيه بن أبي دؤاد، فأمره فوقف عن الحكم، ثم أشخص بعد ذلك إلى العراق، فمات هناك.

وبقيت مصر بلا قاض حتى قدم المأمون الخليفة مصر في محرم سنة سبع عشرة، وولي القضاء يحيى بن أكثم فحكم بها ثلاثة أيام، وخرج المأمون إلى سخا، وأصلح أحوالها وتوجه إلى الإسكندرية وعاد إلى مصر، وخرج عنها في الخامس من صفر (٣) .


(١) من ابن عبد الحكم.
(٢) ح، ط: "فأحرز" وما أثبته من الأصل وابن عبد الحكم.
(٣) ابن عبد الحكم: "وبقيت مصر بلا قاض حتى ولي المأمون هارون بن عبد الله الزهري القضاء، فقدم البلد لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة سبع عشرة ومائتين، وكان محمودًا عفيفًا محببا في أهل البلد فلم يزل قاضيا إلى شهر ربيع الأول من سنة ست وعشرين ومائتين، فكتب إليه أن يمسك عن الحكم، وقد كان ثقل مكانه على ابن أبي دؤاد".