للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أول القضاة بمصر طول الكتب، وكان أحد فضلاء الناس وخيارهم.

ثم ولي أبو طاهر الأعرج عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن حزم الأنصاري، وكان محمودا في ولايته (١) ، ثم استعفي فأعفي في سنة أربع وسبعين. قالوا: فأشر علينا برجل، فأشار بالمفضل بن فضالة، فولي المفضل، فأقام إلى صفر سنة سبع وسبعين وعزل.

وولي محمد بن مسروق الكندي من أهل الكوفة، ولم يكن بالمحمود في ولايته، وكان فيه عتو وتجبر، فلم يزل إلى سنة أربع وثمانين، فخرج إلى العراق.

واستخلف إسحاق بن الفرات التجيبي، فعزل في صفر سنة خمس وثمانين (٢) .

وولي عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب؛ وهو أول من دون أسماء الشهود، فأقام إلى عزل في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين (٣) .

وولي هاشم بن أبي بكر البكري من ولد أبي بكر الصديق، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، فأقام حتى توفي في أول يوم من المحرم سنة ست وتسعين.

ثم ولي إبراهيم بن البكاء؛ ولاه جابر بن الأشعث، وجابر يومئذ والي البلد، فأقام إلى أن صرف جابر سنة ست وتسعين، وولي مكانه عباد بن محمد، فعزل ابن البكاء.

ولي لهيعة بن عيسى الحضرمي، فأقام حتى قدم المطلب بن عبد الله بن مالك سنة ثمان وتسعين فعزل لهيعة.


(١) وذكر ابن عبد الحكم قال: "كتب إليه صاحب البريد؛ إنك تبطئ بالجلوس للناس، فكتب إليه أبو الطاهر: إن كان أمير المؤمنين أمرك بشيء، وإلا فإن في أكفك وبراذعك ودبر دوابك ما يشغلك عن أمر العامة".
(٢) ابن عبد الحكم: "فلم يزل على القضاء إلى صفر سنة خمس وثمانين ومائة فعزل".
(٣) في ابن عبد الحكم: "وقد كان قوم تظلموا منه، ورفعوا فيه إلى أمير المؤمنين هارون، فقال: انظروا في الديوان: كم لي من وال من آل عمر بن الخطاب؟ فنظروا فلم يجدوا غيره فقال: والله لا أعزله أبدًا".