آلائه، والمتكفل لمن نصره بنصره وتثبيت قدمه وإعلائه، الممهد لمن قام بحقه أرفع مراتب الدنيا والآخرة، والموضح لمن حامى عن الدولة الفاطمية آيات التأييد الباهرة، والجامع القلوب على طاعة من أطاعه في الدفاع عن أهل بيت نبيه، والمحسن إلى من أحسن إلى مهجته غيرة لأئمة الهدى المصطفين من عترة وصيه، والمذلل الصعاب لمن رفع راية الإيمان ونشرها، والميسر الطلاب لمن أحيا كلمة التوحيد وأنشرها، ممن احب الله ورسوله ممن اصطفاه من أبرار عباده،
والماحي إساءة من أعلن ببيان الحق وجهر بعباده، والمعرض من أسعده بالسبق إلى مرضاته، لنيل غايات المن الجسيم والمرتب من جاء في ذاته، في أرفع مراتب الإجلال والتفخيم، والموجب لمن أخلص منه وأحسن عملا تعجيل مقام الفخر الكريم، وتأجيل الخلود في النعيم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
والحمد لله الذي أوضح أنوار الحقائق بأنبيائه الهداة، وأبان برسله الأمناء لعباده مناهج النجاة، وجعل العمل بمراشدهم ذريعة الموقنين إلى علي المنازل ورفيع الدرجات، وختمهم بأفضلهم نفسًا ومحتدا، وأحقهم بأن يكون لكفاتهم سيدا، محمد هادي الأنام، والداعي إلى الإسلام، والمخصوص بانشقاق القمر وتظليل الغمام، وأورث أخاه وابن عمه باهر شرفه وبارع علمه، وأفرده بإمامة البشر وخص، وأقرها فيه في عقبه إلى يوم القيامة بجلي النص، فأصبحت الإمامة للملة الحنيفية قواما، ولأسباب الشريعة بأسرها نظاما، ونقل الله نورها في أئمة الهدى من نسله فتناولها الآخر من الأول، وتلقاها الأكمل عن الأكمل، فكلما رام معاند بحيف نورها، أو قصد منافق إخفاء ظهورها، زاد أنوارها إشراقا، ووجد لبدورها كمالا واتساقا، ومكن قواعد دولتها وإن زحزحها الغادرون، وإن جهد في حلها الماكرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.