بناصر أيام الحق، هادي العصاة إلى أتباع الحق، مولى الأمم، ومالك فضيلتي السيف والقلم. وخطب للمهدي المنتظر آخر الزمان، فلم يزل كذلك إلى أن قتل في العشرين من المحرم سنة خمس وعشرين، قتله مملوك إفرنجي للحافظ بأمره.
واستوزر بعده مملوكه أبا الفتح بالبس الحافظي، ولقب أمير الجيوش أيضا، ثم تخيل منه الحافظ، فدس عليه من سمه في ماء الاستنجاء، فمات.
واستوزر بعده ابنه الحسن -أعني ابن الحافظ الخليفة- وكان ولي عهد أبيه، فأقام ثلاثة أعوام، يظلم ظلما فاحشا؛ حتى إنه قتل في ليلة أربعين أميرا، فخافه أبوه، فدس عليه من سمه، فهلك في سنة تسع وعشرين.
ثم استوزر بهرام الأرمني النصراني، ولقب تاج الدولة، فتمكن في البلاد، وأساء السيرة، فقبض عليه الحافظ، وسجنه.
واستوزر بعده رضوان بن الوحشي، ولقبه الملك الأفضل، ولم يلقب وزير بذلك، قبله، ثم وقع بينه وبين الحافظ، فقتله سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، واستقل بتدبير أموره وحده من غير وزير.
فلما ولي الظافر سنة أربع وأربعين وخمسمائة، استوزر أبا الفتح بن فضالة بن المغربي، ولقب أمير الجيوش، فأحسن السيرة، ثم قتل سنة خمس وأربعين.
ووزر ابن سلار، ولقب الملك العادل، ثم قتل من عامه.
ووزر ابن نصر عباس الصنهاجي، فدس عليه الظافر من قتله فقتل هو أيضا.
فلما أقيم الفائز وزر له طلائع بن زريك، وتلقب بالملك الصالح، وهو صاحب الجامع بجوار باب زويلة، وخلع عليه الأفضل أمير الجيوش بدر الجمالي من الطيلسان المقور، وكتب له تقليد من إنشاء الموفق أبي الحجاج يوسف بن علي بن الخلال، وهذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فالحمد لله المنعم على المخلصين من أوليائه بسوابغ