للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأصيل والمجد الشامخ، وأفرد به من خلافته على العالمين، وأورثه إياه من غوامض الحكم التي لا يعقلها إلا أعيان العالمين، وحباه به من ضروب الوجاهة والكرامة، وأفاضه عليه من أنوار الإمامة، وواصله (١) إليه من العناية الشاملة والبر الخفي، وجمعه له من الإحسان الجلي واللطف الخفي، وأقره من مواهب الفضل والإفضال لديه، وجعل في كل حركة وسكون دليلًا واضحا يشير إليه، يقدر نعم الله حق قدرها، ويواصل العكوف على الاعتداد بها ونشرها، ويبالغ في شكرها قولًا وعملا ونية، ويجهد نفسه في حمدها اجتهادًا يرجو به درك الأمنية، ويتحقق أن أسماها محلًّا وقدرا، وأولاها على كافة البرية ثناء وشكرا، وأعلاها قيمة، وأعمها نفعا وأعذبها ديمة، وأجمعها لضروب الجدل والاستبشار، وأجدرها بأن تؤثر في الأمم أحسن الآثار، وأوسعها في مضمار الاعتداد مجالًا، وأعظمها على الرئيس والمرؤوس نفعا وجمالا. النعمة بك أيها السيد الأجل والتغوث والدعاء إذ كنت نجدة الله المذخورة لأمنائه على خلقه، والقائم دون البرية بما افترضه عليهم من مظاهرة أمير المؤمنين والأخذ له بحقه، واللطف الذي كان في الإمامة ومن إعدامها حاجزًا، والنصر الذي أصبح به أمير المؤمنين بعون الله فائزا، وحزب الله القاهر الغالب، وشهاب أمير المؤمنين الصائب الثاقب، وظله الذي يفيء على العام

والخاص، ومنهل فضله الذي يصفو ويعذب لذوي الولاء والإخلاص، وسيفه الذي يستأصل ذوي الشقاق والنفاق، ويده التي ينبعث منها ينابيع العطاء وسحائب الأرزاق، والولى الذي ارتضاه أمير المؤمنين للمصالح كفيلا، والصفي الذي لا تبغي دولته عن موازرته تبديلا ولا تحويلا.

فعلو قدرك عند أمير المؤمنين لا ينتهي إلى أمد محدود، وقيامك في الأخذ بحقه يتجاوز كل سعي مبرور ومقام محمود، ودعائمه بنصرك الله في طاعته يصفو عنده كل


(١) ح: "وأوصل إليه".