للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيم في مجافاتك، وشفاؤك صدر أمير المؤمنين من أعدائه، أعجز القدرة عما يشفي غليله في إحسان مجازاتك.

ولقد حزت من المآثر ما فقت به أهل عصرك قدمًا وسبقًا، وسموت بجمالك إلى ذرى مجد لا تجد الهمم العلية إلى تمنيها مرقا، وما زلت في كل أزمنتك سلطانا مهيبا، وفردا في المجالس لا تدرك له الأقمار ضريبا، ومطاعًا تبارك بأنبائه الأندية والمحافل، وهماما تخضع باسمه المهائب وتذعن الجحافل، وسيدا تلقى إليه مقاليد التقدمة والسيادة، ومعظما ليس على ما خصه الله به من التعظيم موضع الزيادة.

وكشف الله أمرك في الولاء فدعاك الأئمة ظهيرًا، وزاد في إنعامه على الأمة فارتضاك لهداة أهل بيته معينا ونصيرا، ووفر نصيبك من الفضائل والمناقب فوهبك منها ما أفاضه عليك شرفا، وأحظى الملوك بتمكنك منهم وكونك لهم فخرًا وشرفا، فلا رتبة علاء إلا وقد فرعتها منزلًا، ولا منزلة سناء إلا وقد سموت إليها منتقلا، ولا مزية فضل إلا احتويت عليها وحزتها، ولا منزلة فخر إلا طلتها بفضائلك وجزتها، ولا مأثرة إلا وكنت فاتح بابها، ولا منزلة خطيرة إلا وأنت مستوجبها وأولى بها، ولا سماة مجد إلا وخصائلك طالعة في آفاقها أقمارا، ولا موقف فضل إلا ولك فيه تقدم لا تنازع فيه ولا تمارى، فما يوجد مقدم إلا وقد فضلته بآثارك وتقدمته، ولا مميز إلا أسمته في جناب فضلك ورسمته.

تقلدت جلائل الأمور فلبستها نباهة وتقويما، وباشرتها فأحرزت بمناقبك جلالة ووجاهة وتفخيما، تجرجر بك الرتب أذيال الفخر والإجلال، وتزهى بأفعالك التي يبعث عليها ما أوتيته من شرف الجلال.

ولم تزل تدابير أولياء الدولة ورجالها بفضائل سياستك فتثبت لهم الأقدام، وتكسبهم عزة النفوس فيستهينوا في حق الانتصار بك بملاقاة الحمام.