للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرماح، والممنوحون مزية اللطف لحسن معتقدهم في الطاعة، والمستعملون في خدمة ولي نعمتهم جهد الطاقة والاستطاعة.

ومنهم الأمراء الأكابر، والأعيان الأخاير (١) ، وولاة الأعمال وسداد الثغور، واللائقة بهم سوامي الرتب ومعالي الأمور، والأولياء الذين سلمت موالاتهم من الشوائب، واشتملوا على غرر المآثر والمناقب، والأنجاد الذين يندفع بهم الخطب الملم، والكفاة الذين يتسرعون إلى ما يندبون له من كل مهم، وما زلت تحسن لهم الوساطة في المحضر والمغيب، ويشيع ذكرهم بما يتضوع نشره ويطيب، وتسفر لهم بما يبلغون به آمالهم، وتجهد في توفير المنافع عليهم، وتحرص على إيصالها لهم لا سيما الآن وجميع أمرهم إليك مردود، وقد ظهر لك إخلاصهم في الطاعة مقامهم المشهور وسعيهم المحمود؛ فهم خليقون منك بمضاعفة المكرمة والتبجيل، جديرون بتوفير حظهم من الإحسان الجزيل.

فتوخى كلًّا منهم بما يقتضيه له حاله، وتستدعيه نهضته واستقلاله، وتعرب لهم عما يمنون به من محض طاعتهم، وصريح مسابقتهم، وتسرعهم إلى مقارعة الأعداء والمخالفين، وتمسكهم بحبل الولاء المتين.

فأما القضاة والدعاة فأنت كافلهم وهاديهم، وعلمك محيط بقاصيهم ودانيهم، وتأنيك (٢) يبعثك على استكفاء إعفائهم وديانتهم، ويمنعك من استعمال المفضولين في علم وأمانة، ويحضك على التعويل على ذوي النزاهة والصيانة.

فأما الأموال وهي عماد الدول وقوامها، وبها يكون استثبات أمورها وانتظامها، ويستعان بها على الاستكثار من الرجال والأنصار، وبوفورها تقوم المهابة في نفوس مماليك


(١) ط: "الأجابر".
(٢) ح: "وتأتيك".