للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحره، ومن فتل لسعادته حبل كيد فإنما فتله مبرمه لنحره.

فلتلزم (١) الألسنة والأقلام والأقدام في خدمته أحسن الآداب، وليقل المترددون: حطة إذا دخلوا الباب، ولا يغرنهم فرط تواضعه لدينه وتقواه، فمن تأدب معنا تأدب مع الله.

وليتل هذا التقليد على رءوس الأشهاد، وتنسخ نسخته حتى تتناقلها الأمصار والبلاد؛ فهو حجتنا على من سميناه خصوصًا ومن يدخل في ذلك بطريق العموم، فليعلموا فيه بالنص والقياس والاستنباط والمفهوم.

والله يزيد المجلس العالي الصاحبي البهائي من فضله، ويبقيه لغاية هذه الدولة ويصونه لشبله كما صانه لأشده من قبله، ويمتع بنيته الصالحة التي يحسن بها إن شاء الله نماء الفرع كما حسن نماء أصله.

واستمر الصاحب بهاء الدين في الوزارة إلى أن مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين.

وكان الملك السعيد إذ ذاك بدمشق، فلما بلغته وفاته، أرسل إلى برهان الدين الخضر بن الحسن السنجاري باستقراره وزيرا بالديار المصرية، فقال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر حين سير إليه تقليد الوزارة: بك زال الخلاف، واصطلح الخصمان يا دولة الملك السعيد، فلما قالت الوزارة بالبرهان قال البرهان بالتقليد.

وقال السراج الوراق حين خلع عليه:

تهن بخلعة لبست جمالًا ... بوجه منك سمح يجتلوه

وقال الناس حين طلعت فيها: ... أهذا البدر؟ قلت لهم: أخوه

وقال في خلعة ولده شمس الدين:


(١) ط: "فتلزم" تحريف.