للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريفة الصاحبية البهائية أحسن التضمين، وأن ينشر منها ما يتلقى روايته كل رب سيف وقلم باليمين، وأن يعلم كافة الناس ومن يضمه طاعة هذه الدولة وملكها من ملك وأمير، وكل مدينة ذات منبر وسرير، وكل من جمعته الأقاليم من نواب سلطنة، وذوي طاعة مذعنة، وأصحاب عقد وحل، وذوي جنود وحشود، ورافعي أعلام وبنود، وكل راع ورعية، وكل من ينظر في الأمور الشرعية، وكل صاحب علم وتدريس، وتهليل وتقديس، وكل من يدخل في حكم هذه الدولة العالية من شموسها المضيئة، وبدورها المنيرة، ونجومها المشرقة وشهبها الثاقبة في الممالك المصرية والنوبية والساحلية، والكركية والشوبكية والشامية والحلبية، وما تداخل بين ذلك من ثغور وحصون وممالك.

إن القلم المبارك الصاحبي البهائي في جميع هذه الممالك مبسوط، وأمر تدبيرها به منوط، وعناية شفقته لها تحوط، وله النظر في أحوالها وأموالها، وإليه أمر قوانينها ودواوينها، وكتابها وحسابها ومراتبها، ورواتبها وتصريفها ومصروفها، وإليه التولية والصرف، وإليه تقدمة البدل والنعت والتوكيد والعطف، وهو صاحب الرتبة التي لا يحلها سواه، وسوى من هو مرتضيه من السادة الوزرانية، ومن سمينا غيره وغيرهم بالصحوبية.

فليحذر من يخاطب غيرهم بها أو يسميه، فكما كان والدنا الشهيد يخاطبه بالوالد خاطبناه بذلك وخطبناه، وما عدلنا عن ذلك بل عدلنا (١) ؛ لأنه ما ظلم من أشبه أباه، فمنزلته لا تسامى ولا تسام، ومكانته لا ترامى ولا ترام؛ فمن قدح في سيادته من حساده -أبادهم الله- زناد قدح أحرق بشرر شرره، ومن ركب إلى جلالته سيح سوء أغرق في


(١) في الأصل "أعدلنا" تحريف.