للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونوافله. وكم مرت صدقاته بالوادي فسح الله في مدته فأثنت عليه رماله، وبالنادي فأثنت أرامله (١) ، ما زار الشام إلا أغناه عن مسه المطر، ولا صحب سلطانه في سفر إلا قال. نعم الصاحب في السفر والحضر.

ولما كان المتفرد بهذه البركات هو واحد الوجود، ومن لا يشاركه في المزايا شريك، وإن الليالي بإيجاد مثله غير ولود. وهو الذي إن لم نسمه، قال سامع هذه المناقب: هو الموصوف، عند الله وعند خلقه معروف. وهذا الممدوح بأكثر من هذه الممادح، والمحامد من ربه ممدوح وممنوح.

والمنعوت بذلك، قد نعتته بأكثر من هذه النعوت الملائك، وإنما نذكر نعوته التذاذًا، فلا يعتقد كاتب ولا خاطب أنه وفى جلالته بعض حقها؛ فإنه أشرف من هذا. وإذا كان لا بد للمادح أن يجول، وللقلم أن يقول، فتلك بركات للمجلس العالي الوالدي الصاحبي الوزيري السيدي الورعي الزاهدي العابدي الذخري الكفيل المهدي المشيدي العوني القوامي النظامي الأفضلي الأشرفي العاملي العادلي البهائي، سيد الوزراء والأصحاب في العالمين، كهف العابدين، ملجأ الصالحين، شرف الأولياء المتقين، مدبر الدول، سداد الثغور، صلاح الممالك، قدوة الملوك والسلاطين، يمين أمير المؤمنين، علي بن محمد أدام الله جلاله، من تشرف الأقاليم بحياطة قلمه المبارك، والتقاليد بتجديد تنفيذه الذي لا يساهم فيه ولا يشارك، فما جدد منها إنما هو بمثابة آيات تزاد فتردد، أو بمنزلة أسجال في كل حين به يحكم وفيه يشهد؛ حتى تتناقل بثبوته الأيام والليالي، ولا يخلو جيد دولة أن يكون الحالي بما له من مفاخر اللآلئ، فلذلك خرج الأمر العالي لا برح بكسب بهاء الدين المحمدي أتم الأنوار، ولا برحت مراسمه تزهو من قلم منفذه بذي الفقر وذي الفقار؛ أن يضمن هذا التقليد الشريف بالوزارة التامة العامة الشاملة الكاملة


(١) ط: "أرماله" تحريف.