للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنهار مائتان وثمانية وعشرون نهرا؛ منها ما يجري من المشرق إلى المغرب، ومنها ما يجري من الشمال إلى الجنوب، ومنها ما جريانه كنهر النيل من الجنوب إلى الشمال، ومنها هو مركب من هذه الجهات كالفرات وجيحون؛ فأما النيل فذكر قدامة أن انبعاثه من جبل القمر وراء خط الاستواء من عين تجري منها عشرة أنهار؛ كل خمسة منها يصب إلى بطيحة (١) كبيرة في الإقليم الأول، ومن هذه البطيحة يخرج نهر النيل (٢) .

وذكر صاحب كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" أن هذه البحيرة تسمى بحيرة كورى منسوبة لطائفة من السودان، يسكنون حولها متوحشين يأكلون من وقع إليهم من الناس (٣) ، فإذا خرج النيل منها يشق بلاد كورى ثم بلاد ننه "طائفة

من السودان"، بين كانم (٤) والنوبة، فإذا بلغ دنقلة مدينة النوبة عطف من غربيها إلى المغرب، وانحدر إلى الإقليم الثاني، فيكون على شطئه (٥) عمارة النوبة، وفيه هناك جزائر متسعة عامرة بالمدن والقرى، ثم يشرق (٦) إلى الجنادل، وإليها تنتهي مراكب النوبة انحدارًا، ومراكب الصعيد الأعلى صعودًا (٧) وهناك أحجار مضرسة لا مرور للمراكب عليها إلا في أيام (٨) زيادة النيل، ثم يأخذ إلى الشمال، فيكون على شرقيه مدينة أسوان من الصعيد الأعلى، ثم يمر بين جبلين مكتنفين (٩) لأعمال مصر شرقي وغربي إلى الفسطاط (١٠) ، فإذا تجاوزها مسافة يوم انقسم إلى قسمين أحدهما يمر حتى يصب في بحر الروم "عند دمياط، ويسمى بحر الشرق والآخر وهو عمود النيل، ومعظمه يمر إلى أن يصب" (١١) عند رشيد، ويسمى بحر الغرب، ومسافة النيل من منبعه إلى


(١) الطيحة: مسيل الماء، وفي ط: "البطخة"، تحريف.
(٢) نقله في نهاية الأرب ١: ٢٦٢.
(٣) بعدها في نهاية الأرب: "ومن هذه البحيرة يخرج نهر غانة ونهر الحبشة".
(٤) ط: "كانم".
(٥) نهاية الأرب: "شطه".
(٦) ح، ط: "يشرف".
(٧) نهاية الأرب: "انحدارا".
(٨) نهاية الأرب: "إبان".
(٩) ح: "يكتنفان".
(١٠) بعدها في نهاية الأرب: "حتى يأتي مدينة مصر فتكون في شرقيه".
(١١) من نهاية الأرب.