أن يصب في رشيد سبعمائة فرسخ وثمانية وأربعون فرسخا.
وقيل: إنه يجري في الخراب أربعة أشهر، وفي بلاد السودان شهرين، وفي بلاد الإسلام شهرا، وليس في الأرض نهر يزيد حين تنقص الأنهار غيره؛ وذلك أن زيادته تكون في القيظ الشديد في شمس السرطان والأسد والسنبلة. وروي أن الأنهار تمده بمائها.
وقال قوم: عن زيادته من ثلوج يذيبها الصيف وعلى حسب مدها تكون كثرته وقلته (١) .
وذهب آخرون إلى أن زيادته بسبب أمطار كثيرة تكون ببلاد الحبشة.
وذهب آخرون إلى أن زيادته عن اختلاف الريح، وذلك أن الشمال إذا هبت عاصفة يهيج البحر الرومي، فيدفع إليه ما فيه منه، فيفيض على وجه الأرض، فإذا هبت الجنوب سكن هيجان البحر، فيستريح منه ما دب إليه، فينقص.
وزعم آخرون أن زيادته من عيون على شاطئه، يراها من سافر ولحق أعاليه.
وقال آخرون: إن مجراه من جبال الثلج، وهي بجبل قاف، وأنه يخرق البحر الأخضر، ويمر على معادن الذهب والياقوت والزمرد والمرجان، فيسير ما شاء الله إلى أن يأتي إلى بحيرة الزنج. قالوا: ولولا دخوله في البحر الملح، وما يختلط به منه لم يستطع شربه لشدة حلاوته وزيادته بتدريج وترتيب في زمان مخصوص مدة معلومة، وكذا نقصه ومنتهى زيادته التي يحصل بها الري الأرض مصر ستة ذراعا، والذراع أربعة وعشرون إصبعًا، فإن زاد على الستة عشر ذراعا إصبعا واحدًا ازداد في الخراج مائة ألف دينار لما يروى من الأراضي العالية.
والغاية القصوى في الزيادة ثمانية عشر ذراعًا؛ هذا في مقياس مصر، فإذا انتهى فيه