للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرم، ويمكّن الفيل من دخول الحرم.

وقد تقدم في رواية سعيد بن جبير: "فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل، فأبى أن يدخل الحرم".

وفي القصة في "منمق" ابن حبيب (١): "ثم أقبلوا حتى إذا طعنوا في المغمس ليدخلوا الحرم ... ".

قال عبد الرحمن: قد جاء ذكر المغمس في الروايات والأشعار، والظاهر أنه في حدود الحرم من طريق الطائف، لكن نقل السهيلي ــ وتبعه ياقوت ــ عن كتاب السنن لسعيد بن السكن: " [أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس] " (٢).

كذا وقع عنده. وعليه فالمغمس أقرب إلى مكة من منى. ولا أدري ما صحة هذه الرواية، وعسى ــ إن صح سندها ــ أن يكون فيها خطأ من بعض الرواة في اسم المكان، أو في ذكر مكة، كأن يكون بدل مكة: "منى"، أو يكون أطلق مكة وأراد منى، أو يكون هذا موضعًا آخر غير مغمس الفيل، والله أعلم. فقد تقدم في فصل (هـ) في الأمر الخامس من أمور الفريق الأول الرواية التي ذكر ابن حجر في "الفتح" أن سندها حسن، وهي عن عكرمة عن


(١) المنمق (٧٦).
(٢) هنا في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين من معجم البلدان (٥/ ١٦٢). وقد وردت حاشية للمؤلف في ص (٧٣) نصّها: "وقد جاء في ذكر ذاك الموضع ذكر الصفاح، والمبرك، وقبر أبي رِغال، ونعمان الأراك. وهذه كلها في حدود الحرم من طريق الطائف، فأما ما ذكره السهيلي، وتبعه ياقوت عن "سنن سعيد بن السكن" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ... إن صح هذا، فهذا موضع آخر حتمًا".