للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس، وفيها: "أن أصحاب الفيل بلغوا الصفاح". ومثله في "تفسير ابن جرير" عن قتادة. وظاهر سياقهم أن فيلهم حبس هناك، ورمتهم الطير هناك.

وهذا يوافق قول ابن حجر الهيتمي، فقد ذكر ياقوت أن الصفاح "موضع بين حنين وأنصاب الحرم، على يسرة الداخل إلى مكة من مُشاش" (١). وقال: " ... ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف، وفيها مياه كثيرة أوشال وعظائم قني (٢)، منها المشاش، وهو الذي يجري بعرفات، ويتصل إلى مكة" (٣).

لكن قد يقال: ليست الرواية بصريحة أن القوم لم يجاوزوا الصفاح، فلعلهم جاوزوه إلى بطن محسر، لقول نفيل: "إلى جنب المحصب".

نعم، تقدم في رواية سعيد بن جبير: "ومعه الفيل، فلما انتهى إلى الحرم برك الفيل، فأبى أن يدخل الحرم". وفي القصة في "منمق" ابن حبيب: "ثم أقبلوا حتى إذا طعنوا في المغمس ليدخلوا الحرم ... " (٤).


(١) معجم البلدان (٥/ ٣٦٧). [المؤلف].
(٢) كذا في معجم البلدان في رسم (المشاش)، و"عظائم" تحريف. وفي كتاب عرّام (نوادر المخطوطات ٢/ ٤١٩) الذي نقل منه ياقوت: "كظائم فُقُر"، والفقُر والقنا واحد، وواحد الفقُر: فقير. كذا في كتاب عرام (٢/ ٤١٣). والكظائم جمع كِظامة، قال أبو عبيد: سألت الأصمعي عن الكظامة وغيره من أهل العلم فقالوا: هي آبار تُحفر ويباعَد ما بينها، ثم يُخرق ما بين كل بئرين بقناة تؤدي الماء إلى التي تليها حتى يجتمع الماء إلى آخرهن. وإنما ذلك من عوز الماء، ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها للشرب وسقي الأرض، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز. انظر: تهذيب اللغة (١٠/ ١٦١).
(٣) أيضًا (٧/ ٦٠). [المؤلف].
(٤) المنمق (٧٦).