للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آخرها:

ذاك عيشٌ شهدتُه ثم ولَّى ... كلُّ عيشٍ مصيرُه لِلزَّوال

وقال النَّمِر بن تَوْلَب (١):

لَعمري لقد أنكرتُ نفسي ورابني ... مع الشَّيبِ أبدالي التي أتبدّلُ

[ص ٣٧] فضولٌ أراها في أديميَ بعد ما ... يكون كفافَ اللَّحم أو هو أفضلُ (٢)

الشاهد في قوله: "يكون".

وقال هُبَل بن عبد الله بن كنانة يذكر نفرًا قعدوا يضحكون منه بعد ما هرِمَ (٣):

ربَّ يومٍ قد يُرى فيه هُبَلْ ... ذا سَوامٍ ونَوَالٍ وجَذَلْ

لا يُناجيه ولا يخلو بِهِلْ ... عبدُ ودٍّ وجبيلٌ وحَجَلْ

وقال عبّاد بن شدّاد اليربوعي لما هرم (٤):

يا بؤسَ للشيخ عبّاد بن شدّادِ ... أضحى رهينةَ بيتٍ بينَ عُوّادِ

وتهزأ العِرْسُ منّي أن رأت جسدي ... أحدبَ لم يبق منه غيرُ أجلادِ

فإن تراني ضعيفًا قاصرًا عنقي ... فقد أُكعكِعُ منه عَدوةَ العادي


(١) من قصيدة في الجمهرة ص ٢١٦ فما بعدها. [المؤلف]. طبعة الهاشمي (٥٣١ - ٥٤٢).
(٢) قوله: "أو هو أفضل" أي أو اللحم أفضل من الجلد. والبيت في المعمّرين للسجستاني (٥٥). وفيه "أو هو أجمل".
(٣) المعمرين (٢٦). وفيه قول أبي حاتم: "بهل" يريد: به، واللام زائدة.
(٤) المعمرين (٥٥).