للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا مررتَ بقبرِه فاعقِرْ به ... كُومَ الجِلادِ وكلَّ طِرْف سابحِ فلقد يكون أخا دَمٍ وذبَائحِ

وانْضَحْ جوانب قبرِه بدمائها

ومنها:

لله درُّ منيَّةٍ فاتَتْ به ... فلقد أراه يرُدُّ غربَ الجامِحِ

ولقد أراه مُجَفِّفًا أفراسَه ... يغشى الأسنَّةَ فوقَ نَهْدٍ قارح

ومنها:

ولقد أراه مقدِّمًا أفراسَه ... يُدْني مَرَاجِحَ في الوغى لِمَراجح

ويقرب من المراثي ما يقع في تحسّر الشيوخ على ماضي أعمارهم. فمنه قول الأعشى (١):

ولقد أسْتَبي الفتاةَ فتعصي ... كلَّ واشٍ يريدُ صَرْمَ حبالي

لم تكن قبلَ ذاك تلهو بغيري ... لا ولا لهوُها حديثُ الرّجالِ

ثم أذهلتُ عقلَها ربّما يذ ... هل عقلُ الفتاة شبهِ الهلالِ

ولقد أغتدي إذا صقع الدّيـ ... ـكُ بمُهْرٍ مشذَّبٍ جَوّال

ثم نعت المهر إلى أن قال:

فعَدَونا بمُهْرنا إذ غَدَونا ... قارِنِيه ببازلٍ ذَيّال


(١) القصيدة عدّها صاحب جمهرة أشعار العرب في المعلّقات (١٢٢) فما بعدها. [المؤلف]. طبعة الهاشمي (٣٢١ - ٣٤٤). وصاحب الجمهرة لم يسمّها "معلقات" وإنّما سمّاها "سموطًا". هذا، والأبيات المذكورة مما ألحق بقصيدة الأعشى وليست له، كما سبق في تعليقنا في (ص ١٥٢). ولم ترد الأبيات في ديوان الأعشى.