للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى الديوان تفسير لبعض القدماء، وفيه: "أبرهة بن الصباح ملك من ملوك حمير".

وفي آخر الديوان صورة سند روايته، وفيه من طريق أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن خُرَّزاذ النَّجَيرَمي قال: "قرأته على أبي الحسين علي بن أحمد المهلّبي قال: قرأته على أبي العباس أحمد بن محمد بن ولّاد، [عن أبيه] (١) عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، عن أبي نصر أحمد بن حاتم ... وقال أبو يعقوب: وقرأته أيضًا على أبي القاسم جعفر بن شاذان القُمّي، عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، عن أبي العباس ثعلب، عن أبي نصر ... وقرأت على ابن شاذان الشعر مجردًا عن التفسير".

قال عبد الرحمن: وهذه العبارة الأخيرة تدل أنه في الطريق الأولى سمع الشعر مع التفسير (٢)، وذلك يدل أن التفسير متناقل، وفي أثناء التفسير ما يدل على ذلك، [ص ١٨] غاية الأمر أن المفسر الأخير جمع ما نقل عمن قبله، وزاد من عنده.

وأبو نصر أحمد بن حاتم هو صاحب الأصمعي وراوية كتبه، والمذكورون في السند كلهم من أئمة اللغة والأدب، توجد تراجمهم في "بغية الوعاة"، وغيره.

هذا، وقصة الفيل مشهورة، وديوان ذي الرمة مشهور، وعامة علماء الأخبار علماء بالشعر، فلولا أنهم علموا أن أبرهة ذي الرمة غير صاحب الفيل، لما سكتوا عن بيانه.


(١) زيادة لازمة من طبعة مجمع دمشق (٤). وانظر ص (١٦٥٨).
(٢) انظر تعليق محقق الديوان في مقدمته (٥٨) على العبارة الأخيرة. [المؤلف].